الأهرام
محمد حبيب
فى الإجازات تتوقف الحياة
فى إجازة عيد الأضحى، التى استغرقت خمسة أيام توقفت الحياة تماما، كل المصالح حكومية أو خاصة أغلقت أبوابها، وكذلك البنوك وخلت الشوارع من المارة، يعتبر الكثيرون انه شىء جميل وفرصة للراحة، من الزحام والتلوث والضوضاء، ومناسبة سارة لتبادل الزيارات مع الأهل والأصدقاء، والذهاب للتنزه والجلوس مع الأسرة، ربما يكون ذلك صحيحا إذا كانت ضروريات الحياة متوافرة ومستمرة، بمعنى أن يجد المواطن احتياجاته اليومية دون عناء.

ولكن ما يحدث فعليا يصيبنا بخيبة الأمل، أن تجد كل متطلباتك غير موجودة وعقارب الساعة قد تعطلت، وتكون الإجابة الصادمة انتظر إلى ما بعد العيد، ليس هذا فقط بل بدأ ذلك قبل الإجازة بأيام، واستمر التوقف أياما بعد الإجازة، رضيت أو لم ترض، وبذلك تكون الأعمال ومصالح الناس ومتطلباتهم أصبحت خارج الخدمة، لمدة قد تقترب ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، وتتزايد خسائر الانتاج وتقديم الخدمات سواء كانت عادية أو عاجلة، ولكن الكارثة الكبرى تكون دائما قابعة أمام المستشفيات على سبيل المثال، وآهات وآلام المريض التى لا تنقطع.

المستشفيات كانت تعمل بالفعل خلال هذه الإجازة الطويلة، وأبوابها مفتوحة لاستقبال المرضى، ولكنها فى نفس الوقت مغلقة ولا تعمل، تستقبل حالات الطوارئ بدون أطباء متخصصين، ومن يستقبل المرضى شباب من حديثى التخرج، خبرتهم قليلة وليس لهم ذنب، وبدون تفاصيل يعرف الجميع معنى ذلك، ويتوه المريض ومن معه داخل جدران المستشفيات، ويغادر دون معرفة مرضه وعلاجه، وتستمر آلامه منتظرا انتهاء الإجازة وعودة الحياة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف