الوفد
محمد عادل العجمى
المنتدى والخريف العربى
ما أحوجنا إلى فهم أعمق للقضايا الاقتصادية والجيوسياسية، واستشراف المستقبل، فى منطقة تكالب عليها الأعداء، وكانت وما زالت مطمعاً، فى الوقت الذى يحلم شعوب المنطقة بحياة كريمة، وإيجاد فرص عمل تمتص أوقات فراغ الشباب، وطاقاتهم العاطلة.
وما أحوجنا أن ننظر للمنطقة العربية، بعد أن أكلتها نيران الانتفاضات والثروات والربيع العربى الذى تحول إلى خريف دائم لا يريد أن ينتهى، وخسائر قدرها المنتدى الاستراتيجى العربى بنحو 834 مليار دولار.
هذا المنتدى الذى يركز على استشراف المستقبل من أجل فهم أعمق للقضايا الجيوسياسية والاقتصادية المؤثرة، ولا يقتصر دوره على هذا بل تحول إلى منصة للقاء بين قادة العالم والمفكرين لمناقشة أهم القضايا والتوجهات المستقبلية من أجل عالم أفضل، وهو شبكة للتواصل انطلق عام 2001 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، ويقدم المنتدى رؤية مستقبلية لحالة العالم، والمنطقة العربية.
وأظهر المنتدى الاستراتيجى العربى، أن تكلفة الربيع العربى بلغت 833.7 مليار دولار تمثلت فى خسائر متنوعة منها خسائر البنية التحتية بقيمة 461 مليار دولار، والناتج المحلى الإجمالى بقيمة 289 مليار جنيه، وتكلفة اللاجئين 48.7 مليار دولار، وخسائر أسواق الأسهم والاستثمارات بتكلفة 35 مليار دولار. وعدد اللاجئين بلغ 14.389 مليون لاجئ، وعدد القتلى والجرحى 1.34 مليون نسمة.
لقد كانت وما زالت الخسائر فى المنطقة العربية فادحة من حيث القتل والتشريد، والجرحى وفقدان مصادر الدخل والفقر، وتدمير البنية التحتية، استنزاف موارد الدولة، ووقف الخطط التنموية، وتراجع الاحتياطيات المالية، والانقسامات داخل الدولة الواحدة، والحروب، والصراعات التى سيطول أمدها، وبدلاً من التوحد والتكامل للوقوف فى وجه المطامع الغربية والشرقية، تفتت العالم العربى، وتكاد تأكل الصراعات ما تبقى من دول تحاول الحفاظ على وحدتها، وتماسك شعبها.
ما أحوجنا إلى أكثر من منتدى استراتيجى عربى، يستشرف المستقبل، وينشر الوعى بين جموع الشعب العربى بخطورة المرحلة التى نمر بها، وخطورة حروب الجيل الرابع وهي حرب المعلومات والشائعات وشبكات التواصل الاجتماعى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف