بمناسبة موضوع تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش، وما به من إنتقادات والتي يجب ان يتناولها المسئولين بجدية وموضوعية وبعيداً عن العصبية أو التهور الذي أبداه بعض الكتاب والمذيعين في الفضائيات، ومن ثم الرد علي أي إفتراءات أو تصحيح ومعالجة أوضاع واخطاء قد حدثت بالفعل، ولا تخلو منها بلدان اخري، لأن الإنكار يجعلنا أماكننا ثابتين لا نتقدم خطوة للأمام في عمليات الإصلاح. من ضمن المقالات العديدة التي قراتها علي خلفية هذا التقرير، والتي بعضها مثير للغثيان ويفتقر لأدني درجات العقلانية أو الموضوعية، ما كتبه اليوم احد الصحفيين المعروفين، والذي نال شهرة واسعة منذ أيام مبارك، نظراً للمزايدة والمغالاة في وصف الأنظمة للتقرب لهم مهما كلفه ذلك من تنازلات، والذي كتب اليوم 11/9 مقال بإحدي الصحف المعروفة يوضح فيه أن إتهامات منظمة هيومان رايتس هدفها هو الرئيس، لأنها حسب قوله تاتي قبل شهور قليلة من الإنتخابات الرئاسة، وهدفها الضغط علي الرئيس لإبعاده عن الترشح، بإعتباره أصبح-علي حد قوله-رأس الحربة ضد المخطط الأمريكي، الصهيوني، القطري، التركي لتفتيت المنطقة.
أمثال هذا الكلام الذي يردده دائماً الكاتب وأمثاله، هو من قبيل الشعارات والكليشيهات والعنتريات والشيفونية التي عفا عليها الزمان وأصبحت لا تصلح في عصر السماوات المفتوحة ووسائل التواصل التي تكف عن التواصل وتبادل الآراء، ذلك النوع من الكلام يضر الرئيس أكثر مما ينفعه، ويخدم النظم الشمولية القهرية ويؤسس للإستبداد ويفسد وعي المجتمع، هذا إضافة إلي أنه يشتت أفكار الناس ويغيب وعيه، كما أنها تستنزف مشاعره، ولا يحصد منها الناس غير قبض الريح.
عندما أقرأ مقالات أو أشاهد برامج يقدمها من ينتهجون هذه الأساليب نفاقاً وتزلفاً وتسلقاً، ويريدوننا أن نأكل ونشرب كلام في كلام، لست أدري لماذا أتذكر حوار من الفكاهات المصرية في الزمن الجميل، والذي كان بطلها أبو لمعة والخواجة بيجو، عندما قال أبو لمعة فيه عن نفسه أنه أحسن لاعب كرة قدم في العالم، ومن ثم رد عليه الخواجة بيجو قائلاً له "أحسن من بوشكاش مفيش"، فرد عليه أبو لمعة بخفة دمه قائلاً "أهو انا هو مفيش".