رضوى عبد اللطيف
صح صح - نحمي الحقوق .. ننقذ الأرواح !
»نحمي الحقوق ننقذ الأرواح » هذا هو شعار منظمة هيومن رايتس ووتش التي استغلت بكل وقاحة معاناة ملايين من المستضعفين كي تنصب نفسها حاميًا لحقوق الإنسان في العالم وهي أبعد ما يكون عن ذلك. فالأصل الذي أنشئت من أجله المنظمة عام 1978 كان بهدف مراقبة اتفاق هلسنكي الذي نظم العلاقة بين أوروبا وأمريكا والاتحاد السوفيتي. وركزت المنظمة علي انتهاكات حقوق الإنسان في الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية.وكانت بمثابة السلاح الأمريكي الفتاك الذي حسم الحرب الباردة لصالح أمريكا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي فيما بعد وتقسيمه إلي دول. ثم ما لبث أن وجهت المنظمة بوصلتها إلي أمريكا اللاتينية فاستحدثت قسم »أمريكا ووتش» عام 1981 أثناء اندلاع الحروب الأهلية ثم »آسيا ووتش» 1985 و»أفريقيا ووتش» 1988, و»ميدل إيستووتش» 1989. وتفتخر المنظمة في تاريخ انجازاتها بأنها كانت سببًا في مقاضاة الديكتاتور الشيلي أوجستوبينوشيه والزعيم التشادي حسين حبري. ولكن لم نسمع طوال تاريخها أنها قدمت أيًا من جنرالات إسرائيل وأمريكا للمحكمة الجنائية عن جرائمهم الموثقة في حق الشعب العربي والفلسطيني. وما أغرب تقاريرها عن إسرائيل وأمريكا، فبعضها كان يظهر انتقادًا ظاهريًا لبعض الممارسات والقضايا الفرعية مثل حقوق المثليين في إسرائيل في حين تركت كل القضايا الحقوقية الأخري وأغفلت فكرة أن الكيان الإسرائيلي قوة احتلال مارست كل أنواع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني والعربي منذ نشأتها ومع ذلك لم تجد المنظمة شيئًا لتكتبه. بل انكشف الوجه الحقيقي للمنظمة عندما منعت إسرائيل أحد موظفيها من الدخول فصدر بيان من المنظمة يتحدث عن العلاقات الوطيدة بين المنظمة والمؤسسات الإسرائيلية ويفند أوجه التعاون بينهما. وفي أوج تبني أمريكا لسياسات عنصرية ومقيدة لحقوق الأمريكيين أنفسهم في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أدارت المنظمة وجهها لما يحدث في الداخل الأمريكي وسلطت الضوء علي أفغانستان والعراق.ولم تتمكن المنظمة من حماية أرواح ملايين من الشهداء الذين مازالوا يتساقطون في العراق وسوريا واليمن منذ الغزو الأمريكي للمنطقة.
وأرادت المنظمة أن تركز أكثر علي ما سمته بالمجتمعات المغلقة التي يصعب اختراقها من قبل أمريكا, فأفردت تقارير عن السعودية وكوريا الشمالية والصين.وهي تقارير موسمية تظهر وتختفي وفقًا »للمزاج» الأمريكي. وبعيدًا عن الطبيعة الانتقائية للتقارير والدول محل اهتمام المنظمة سنجد أنها تعتمد في كتابة تقاريرها علي من تصفهم بـ» شهود عيان» ولا تتبني أية آلية علمية للتحقق من صحة ما تكتبه من شهادات ومعلومات. بل تعاونت مع انظمة عربية مثل نظام القذافي وكانت تسوق لسيف الإسلام القذافي باعتباره مصلحًا. قبل أن تنقلب أمريكا عليه. وهو مثال لما تفعله المنظمة كأداة أمريكية للإبتزاز برعاية رجل الأعمال اليهودي جورج سوروس الذي تلاعب بمصائر ومقدرات كثير من الشعوب عبر منظماته المشبوهة.