أثار الحوار الذي تم مع د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم ونشر علي صفحتين في أخبار اليوم، ضجة كبيرة، وقامت الدنيا ولم تقعد، أعدت قراءة الحوار عدة مرات، وتناقشت مع زميلنا وأستاذنا الكاتب الصحفي رفعت فياض، الذي قام بإجراء الحوار، تناولت المناقشة واقع التعليم في مصر، واتفقنا معاً علي أن ما يفكر فيه وزير التعليم عالم من الخيال حتي ولو كان سينتقل بنا إلي مائة عام مقبلة، لو تم تطبيقه ستكون مصر في قمة الدول المتقدمة، ولكن.. هذا الحُلم لا يمكن تطبيقة علي الواقع الحالي في مصر بما يحمله من عقبات وتحديات تمنع تحقيقه وتضعنا في متاهات لا نستطيع الخروج منها، فمافيا الدروس الخصوصية لا يمكن تحجيمها والتخلص منها إلا بعودة المدرس والتلميذ إلي المدرسة وهذا شأن آخر يحتاج إلي منظومة تعليمية متكاملة يصعب تحقيقها حالياً، وتطبيق الكتاب الإلكتروني بما يمكن أن يوفر المليارات التي تُصرف علي الكتب الدراسية والوصول بالطلاب إلي التصفح علي الإنترنت يتنافي مع الواقع التعليمي خاصة لطلاب المدارس بالقري والنجوع، السياسة التعليمية في مصر تتتعرض لكثير من التحديات الخارجية والداخلية، وللخروج من عنق الزجاجة اتفقنا علي، وهوَ ما يطالب به خبراء التعليم في مصر، أن تكون البداية للإصلاح التعليمي بالتركيز علي مرحلة التعليم الأساسي بخطة قومية ومنظومة متكاملة يشارك فيها كل مؤسسات المجتمع، وتوظيف الجهد للبدء الفوري في الإصلاح التعليمي منذ دخول الطالب المرحلة الإبتدائية، بمناهج مغايرة تعتمد البحث لا التلقين، وتحسين أوضاع المدرسين بها مالياً ومهنياً، إن تطبيق خطة قومية منذ دخول أطفالنا المرحلة الابتدائية يخلق في غضون سنوات قليلة نهضة تعليمية حقيقية لمجتمعنا المصري.