خالد النجار
ضي القلم - المحافظ ساكت ليه ؟!
في الوقت الذي استعادت فيه الدوله هيبتها ، تتراخي محافظة القاهرة لتتوغل العشوائيات وتتزايد الفوضي ، أحياء راقية تحولت لأسواق شعبية و اختفت ضوابط المرور، ومايحدث في النزهة الجديدة التي تحولت لصورة كربونية من العتبة والموسكي يخالف النظم ويؤكد غياب المحافظة ، محلات تفتقد قواعد السلامة ومقاومة الحريق وبنايات تفتقد أي وسيلة أمان وجراجات تحولت لمخازن تحوي مواد مجهولة. فوضي النزهة الجديدة أهون بكثير مما يحدث في تقسيم عمر بن الخطاب الحائر بين حي النزهة والسلام. لن نتحدث عن العمارات المخالفة التي تخرج لسانها للقانون ، ولا الشوارع المليئة بالبلطجة.. كوكتيل صارخ من تحدي القانون وكأننا في غابة يحكمها تجار امتلكوا مفاتيح الفساد بالسيطرة علي بعض موظفي الأحياء الذين تغاضوا عن تطبيق أبسط قواعد القانون، لا أبالغ إن قلت إن ما يحدث في تقسيم عمر بن الخطاب بجسر السويس هو صورة حية للفساد الطاغي للمحليات وخلطة متكاملة للاستفزاز والإهمال الذي يخلق كوارث تجنيها البلد ونستيقظ بعد وقوع الكارثة ، في الحي الهادئ تجسدت مبالغات دفعت السكان للهروب بحثا الأمان ، في غفلة من الزمن وبأسلوب منظم نجح موظفو حي السلام والنزهة في تحويل شارع طه حسين بالنزهة الجديدة الي سوق عشوائي يعج بالتجاوزات لننتظر كوارث قادمة ، فلمصلحة من السكوت علي ذلك ؟ ولماذا التغاضي عن حق الدولة في تحصيل المخالفات ؟ حيل الموظفين الصغار تكلف خزينة الدولة ملايين لكنها تغدق عليهم بالرشاوي والإكراميات من اصحاب العمارات والمحال المخالفة. في تقسيم عمر بن الخطاب تري العجب في مدرسة الفساد بأفكار موظفي الأحياء ، تحولت الجراجات لمصانع ملابس ومخازن أقمشة ، ووصلت التجاوزات لتتحول الشقق لمصانع ومعارض ، حتي أن العمارات التي تطل علي شارع جسر السويس وصلت فتارين العرض للدور الخامس وفي الشوارع الداخلية للدور الثاني !
عمت الأبصار ولم يكلف رئيس حي السلام أو النزهة أنفسهم للنزول علي الطبيعة لرصد المخالفات. لم يلفت انتباه مسئول حجم شكاوي السكان مما يحدث يوميا في المنطقة المحتلة من تجار القماش، ولم ينتبهوا بعدما تحول تقسيم عمر بن الخطاب لمنطقة صناعية تنافس مدينة العاشر من رمضان ، افتقدت منطقة عمر بن الخطاب بمصانعها العشوائية والمحلات مقومات السلامة والأمان.
حضرت جميع المخالفات وغابت محافظة القاهرة واختفي حي النزهة والسلام.وفي انتظار كارثة تهز كيان البلد ، فمن يستطيع السيطرة علي حريق في هذة المنطقة لاقدر الله التي تحول كل شبر فيها لمخزن قماش حتي الشوارع تراصت بها التريلات المحملة بالأقمشة ليل نهار.
اكتملت منظومة الفساد في تقسيم عمربن الخطاب بسرقة التيار الكهربائي والمياه لتغذية المحال والمصانع والمعارض ومايحدث في شارع محمد ابراهيم يحتاج لزيارة من المحافظ عاطف عبد الحميد ليري كيف وصلنا لهذا الحجم من الفساد ، وكيف لم تصل هذه المخالفات للمحافظ حتي الان واذا كانت قد وصلته فلابد أن نتساءل: المحافظ ساكت ليه ؟!