الدستور
اللواء- طلعت-أحمد- مسلم
ما لم يعرفه قارئ الصحف؟
قبل أن تذهب بقارئ الجريدة الظنون، فالمقصود هنا ليس قارئ هذه الجريدة، ولا قارئ الجرائد المصرية أو العربية، ولكن المقصود هو قارئ الصحف غير المتخصص وغير المتعمق على طول العالم كله، وذلك فى ظاهرة تحتاج إلى تفسير، وربما الأهم أنها فى حاجة إلى تصحيح، حيث إنها ظاهرة عالمية يصعب تفسيرها، حينما يمكن القول بأنه كما لو كان هناك اتفاق غير مكتوب ولا موثق بالتغاضى عن نشر بعض الحقائق، وينطبق هذا على وسائل نشر كثيرة ومتعارضة، فى حين أننا نتصور أن وجود الرأى والرأى الآخر كفيل بأن يخرج المعلومة والخبر عن نطاقهما الضيق إلى النطاق الأرحب، وكما يقال فإن العالم أصبح نتيجة لثورة الاتصالات والمعلومات قرية صغيرة، كل ما يحدث بها يعلمه الجميع يكاد يكون فى التو واللحظة.
طبعا القارئ يريد أن يعرف ما هى القصة وماذا خفى عنه، ونقول إن أهمية ما يختفى عن قارئ الصحف فى العالم فى هذه الفترة الحرجة من الزمان أنه يتعلق بالوجود نفسه، وأن الخطر يحيط بالعالم، الآن هناك أزمة فى شمال شرق آسيا وتحديدا فى شبه الجزيرة الكورية حيث الولايات المتحدة الأمريكية لها وجود عسكرى فى كوريا الجنوبية على بعد أميال قلائل من كوريا الشمالية، وكما هو معروف فإن الولايات المتحدة دولة نووية، بل أكبر دولة نووية، وعلى الجانب الآخر هناك كوريا الشمالية وقد قامت بتطوير أسلحة نووية فى تصور بأنها تكفى لحمايتها من خطر التهديد الأمريكى، الجديد فى الأمر أن أصحاب القرار فى البلدين وهما الرئيس الأمريكى ورئيس كوريا الشمالية تنقصهما الخبرة فى إدارة النزاعات والصراعات الدولية بحيث يصعب الارتكان إلى قدرتهما على تفادى مخاطر الاصطدام المسلح الذى من المؤكد أنه سيكون نوويا، خاصة بعد أن طورت كوريا الشمالية قنبلة هيدروجينية.
ما خفى على القارئ والذى تكاد تنحصر معلوماته فى أن كوريا الشمالية تهدد باستخدام أسلحتها النووية ضد الولايات المتحدة، وأنها لذلك أجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية بالإضافة إلى تجربة صواريخ بالستية طارت فوق بحر اليابان مهددة بذلك اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وأن الولايات المتحدة تعتبر ما حدث تهديدا لها وتصرح بأن كل الخيارات مفتوحة بمعنى أن إمكان استخدام الولايات المتحدة لقوتها العسكرية بما فيها القوة النووية ضد كوريا الشمالية وارد، فى حين تهدد كوريا الشمالية بالرد الانتقامى فى حال اللجوء إلى هذا الخيار. ما خفى أن الولايات المتحدة الأمريكية أجرت مناورات مشتركة مع كوريا الجنوبية على أرض كوريا الشمالية استمرت ثلاثة أسابيع فى شهر أغسطس وانتهت يوم ٢٨ منه اشترك فيها ٧٥ ألف جندى مقاتل ومئات الدبابات والعربات المدرعة ووسائط الإنزال والمدفعية بعباراتها المختلفة وأسطول بحرى كامل وقوات جوية تشتمل على مقاتلات حديثة وقاذفات استراتيجية، وأن موضوع المناورة هو غزو كوريا الشمالية، وأن كوريا الشمالية طلبت من الولايات المتحدة إيقاف المناورات ولكنها لم تستجب لطلبها واستمرت فى تنفيذها مما أشعر كوريا الشمالية وعلى رأسها قائدها بالخطر ولذا فقد اتخذوا الخطوات السابقة كرد على التهديد.
طبعا لا بد من تقدير أن كوريا الشمالية قد استفزت بما قامت به الولايات المتحدة واتخذت خطواتها السابقة، وإذا كانت خطواتها غير كافية وغير مناسبة فلا بد من تقدير أن على المجتمع الدولى أن يحمى نفسه من احتمالات الفناء نتيجة لسوء تصرف محتمل لبعض القيادات، كما أن النظام العالمى يجب أن يوفر لرجل الشارع أينما كان معرفة الحقيقة حتى يتخذ القرار الصحيح.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف