التحرير
أحمد كامل البحيرى
تنظيم الحمادين في سيناء
18 مارس 2017 تقصف القوات الجوية المصرية إحدي السيارات الخاصة بتنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، ليعلن المتحدث العسكري المصري في بيان مقتل الإرهابي "أبو أنس الأنصاري" مسئول تنظيم بيت المقدس الإرهابي ومهندس البيعة لتنظيم "داعش"، الذي تمكن من حسم الخلاف التنظيمي الذي نشأ بين جناحين، الأول بزعامة الإرهابي هشام عشماوي الذي رفض بيعة التنظيم لـ"داعش" والإبقاء على تبعية تنظيم بيت المقدس للقاعدة، والجناح الثاني وهو الأكثر اتساعا وتأثيرا في صفوف التنظيم بزعامة "سالم سلمى الحمادين" الملقب بـ"أبو أنس الأنصاري من عشيرة الحمادين إحدي عشائر قبيلة السواركة"، ومع انتصار جناح الحمادين في التنظيم الذي يضم عددا من أبناء تلك العشيرة يعلن التنظيم تنصيب الإرهابي المقتول "أبو أنس الأنصاري" مسئول التدريب والتسليح بالتنظيم الإرهابي قائدا للتنظيم في مرحلة ما بعد "داعش".
ومع استمرار المواجهة بين قوات الأمن وتنظيم بيت المقدس يعلن المتحدث باسم الجيش المصري في بيان منشور على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك" بتاريخ 28 أغسطس 2017 مقتل (7) أفراد تكفيريين شديدى الخطورة، منهم فردان من قيادات العناصر الإرهابية، دون ذكر أسماء تلك القيادات الإرهابية المقتولة، وتناقلت بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي القريبة من تنظيم بيت المقدس خبر مقتل قياديين بالتنظيم الإرهابي، وقدمت بعض الصفحات نعيا لأحد قيادات تنظيم بيت المقدس الإرهابي المقتولة، وهو المدعو "عودة سلامة الحمادين"، وهو الرجل القوي في صفوف التنظيم وأحد أهم قياداته الذي تولي مسئولية التدريب والتسليح في صفوف التنظيم.

ويأتي مقتل "عودة سلامة الحمادين" بعد أقل من خمسة أشهر من مقتل "سالم سلمى الحمادين" الملقب بـ"أبو أنس الأنصاري"، وهو ما يعتبر ضربة قوية من قبل الدولة المصرية تجاه قدرات تنظيم بيت المقدس، فاستهداف اثنين من أهم قيادات التنظيم خلال فترة وجيزة أثر وبشكل كبير على قدرات التنظيم الإرهابي التكتيكية، في وقت يشهد تنظيم بيت المقدس حالة من الارتباك التنظيمي انعكست على قدرة التنظيم الحركية نابعة من حالة الجدل التنظيمي حول مستقبل التنظيم فيما بعد "داعش"، حيث يدخل الأخير مرحلة تراجع حادة في قدرته على السيطرة سواء في سوريا أو العراق بعد معركة الموصل الأخيرة، وتغير المزاج العام الإقليمي تجاه الأزمة السورية من ناحية نجاح المفاوضات المصرية مع القيادة الجديدة لحركة حماس، حول ملف تأمين الحدود، ومع ما أثر بشكل كبير على قدرة تنظيم بيت المقدس من حيث حرية الحركة وتنقل الأفراد، وفي ظل حالة عدم الاستقرار التي يمر بها تنظيم بيت المقدس يأتي مقتل "عودة سلامة الحمادين" ليحد من قدرة جناح الحمادين صاحب النفوذ داخل تنظيم بيت المقدس مع جناحين آخرين "الجهيني والمنيعي"، بجانب بعض الأجنحة الصغرى من حيث عدد القيادات بالتنظيم.

وقد بدأ جناح "الحمادين" الذي تحول في لحظة لتنظيم "الحمادين" -إن صح التعبير- بداية من تنظيم التوحيد والجهاد، وهو من أوائل التنظيمات التكفيرية والإرهابية في سيناء، الذي كان العمود الفقري في تأسيس تنظيم بيت المقدس، فكان الظهور الأول لتنظيم "الحمادين" مع تفجيرات شرم الشيخ 2005 بتنفيذ الإرهابي "عرفات عودة على سلامة الحمادين"، والمخطط للعمليات الإرهابية في دهب، الذي قتل في مايو 2006، بعد عام من قيامه بالعملية الإرهابية بشرم الشيخ إثر تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن المصرية.

هذا الظهور لتنظيم "الحمادين" الإرهابي في سيناء كان بداية لزيادة أعداد "الحمادين" في صفوف التنظيمات الإرهابية، بداية من التوحيد والجهاد وصولا لتنظيم بيت المقدس، فخلال السنوات الثلاث الأخيرة من عمر المواجهة بين الدولة المصرية وتنظيم بيت المقدس الإرهابي في سيناء، تم الإعلان عن مقتل 6 قيادات من "جناح الحمادين" داخل التنظيم، وهو ما سيكون له تأثير كبير ليس فقط في قدرات التنظيم الإرهابي، بل في مسار التنظيم خلال الفترة القادمة من حيث الارتباط والتبعية التنظيمية خارج الحدود المصرية، وقدرة التنظيم على إعادة البناء.




تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف