جريدة روزاليوسف
وليد طوغان
لأن صباحى.. لا ينسى !
عادته ولا هيشتريها. ربنا ما يقطع له عادة حمدين صباحى. لا هو نيته خالصة، ولا تليفزيون بى بى سى نيته صافية .. لكن تقول إيه؟
حمدين صباحى تااانى؟ نعم.. هذا ما حدث. عاد حمدين مرة اخرى للظهور. بعد ألوف من اعلانات الاعتزال.. عاد. بعد ملايين من اعلانات الانسحابات.. رجع. حوار مع تليفزيون بى بى سى.. لا تعرف السبب منه، لكن الغرض فيه واضح.
عاد صباحى ونيته طافحة على وجهه هذه المرة. ربك رب قلوب.. والأعمال بالنيات. النيات مرسومة على قسمات الوجوه وعلى حركات الاصابع. كل منا نيته باينة فى عينيه. العيون تفضح النيات. والنظرات تكشف النفوس. الكلام الفارغ والّلوع، اول طريقة لكشف أبو نية معووجة .. وأبو نفسية «بَلاك».
كلام صباحى للتليفزيون الانجليزى كان مليئا باللوع والكلام الفارغ . عيون صباحى ، كانت هى الاخرى مليئة بالغل المكتوم من استقرار الدولة.. ونجاح السيسى.
إذن عاد صباحى.. والنفسية «بلاك». «النفسية البلاك» تعبير فى الشارع المصرى . «البلاك » مادة خام شديدة السواد معروفة فى كار الحرفيين، وسمكرية السيارات. الشارع المصرى شديد الحساسية وابن نكتة، لذلك وصف ذوى الحقد والغل الازلى باصحاب «النفسية البلاك».
لو حضرتك، متغاظ دائما من سير العجلة، كما ظهر صباحى على تليفزيون بى بى سى، تبقى نفسيتك «بلاك». لو بدا على وجه حضرتك، كما بدا على وجه صباحى، غضب الله، من نجاح السيسى.. ومن استمرار نظام السيسى.. يبقى حضرتك راجل «بلاك» أيضا.
اصحاب النفسيات «البلاك» غالبا ما يتحولون فى اللقاءات التليفزيونية لمشككين على طول الخط، ومحبطين على طول الطريق. معروف عن اصحاب النفوس البلاك مشاعر آخر هباب. احاسيس سلبية دائما من نجاح الآخر .. ومن شعبية المنافس . للآن يعتقد صباحى انه كان منافسا للسيسى ، مع انه لا السيسى كان عمره منافسًا لصباحى.. ولا عُمر صباحى كان منافسًا لاحد.
الساسة من نوع «البلاك» بعد يونيو اكثر من الهم على القلب. «البلاك» فى الشارع السياسى.. بالزوفة.. من أول «الدكتور أبو الغار».. انتهاء بصباحى.
استخدم صباحى ألفاظا لا يستخدمها ساسة فى حواره مع تليفزيون الانجليز. قال تحليلات لا يقرها طلبة سنة اولى فى كليات السياسة، ولا يعتقد فيها طلبة سنة أولى ثانوى تجارى. لم يقدم حلولا للبطالة مع انه قال كلاما كثيرا، ولا هو قال نظريات معقولة فى أزمتنا الاقتصادية.
كعادته من زمن مظاهرات الطلبة فى 77، لما يسألوه عن التعليم يرد بشعارات عن القومية العربية.. لو استفهموا فى الصحة، يرد بكلام عن الصهيونية والأراضى المحتلة.
كل محاولاته لانقاذ نفسه باءت بالفشل. يخرج حمدين من نقرة يقع فى «دحديرة». لو كان حواره مع بى بى سى رسالة عودة، فالرسالة وصلت «مقطعة». لم يدرك صباحى، للآن، سقوطه المدوى فى الشارع المصرى. لم يدرك ان البالونات «فرقعت»، وان ما كان على السطح فترة، كانت اسماكا ميتة.. بعدما كهرب ماء البحيرة.. ولاد الحرام.
لو لك فى النصيحة، ارجع للحوار على يوتيوب. دقائق من مشاعر هباب لبالون كبير.. فرقعناه بدبوس. لا صدق البالون، ولا استطاع النسيان!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف