الأهرام
اسماء الحسينى
محطات .. أجيال عربية ضائعة
خلف الدمار والتخريب والقتل والصراعات الدموية المسلحة فى دولنا العربية تداعيات سلبية هائلة على المواطن العربى، سواء الذى يعايش هذه الظروف، أو من يتابعها، وقد كشفت نتائج الدراسة التى أجرتها أخيرا جامعة واشنطن على التداعيات الإنسانية لحروب المنطقة عن عدد من الحقائق المؤلمة ، ومنها تضاعف حالات الانتحار والاعتداءات الجنسية والحروب فى منطقة الشرق الأوسط، الذين وصلوا إلى 208.179 عام 2015. وقال معهد مقاييس الصحة فى جامعة واشنطن الذى أعد الدراسة، إن العنف المستوطن والمستمر يوجد جيلا ضائعا من الأطفال والشباب، وحذر المعهد من أن مستقبل الشرق الأوسط سيكون قاتما إذا لم نجد طريقة لإحلال الاستقرار فى المنطقة.

المدهش أن مراكز البحث والعلم فى العالم العربى تبدو وكأنها غير مكترثة بكل هذا الخراب الإنسانى، وهو أمر لا يمكن تصوره، ويستدعى ضرورة أن تعمل مؤسساتنا ومنظماتنا وجامعاتنا العربية من أجل الاضطلاع بواجباتها تجاه قضايا الأمة، ونحو البؤساء العرب فى مناطق الصراعات، النازحين والمشردين واللاجئين، الذين تقطعت بهم السبل، وحرموا من أبسط حقوقهم فى الأمن والمأكل والمأوى، دون ذنب اقترفوه.إن هذه القضية تضرب تداعياتها النفسية عميقا المدنيين العرب فى مناطق الصراعات أو حولها أو قريبا منها أو على البعد، فتلك التأثيرات النفسية لما نشاهده كل يوم فى سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان والصومال.. إلخ، تترك ندوبات عميقة فى نفوس المواطنين العرب بلا استثناء، الذين يعايشون هذه الأوضاع، أو سواهم الذين يشعرون بالعجز وعدم القدرة على نجدة إخوانهم ، وكذلك بفقدان الأمان والكرامة وانسداد الأفق أمام إرساء قيم الحق والعدل والكرامة الإنسانية فى هذه المنطقة من العالم .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف