جمال زايدة
تأملات سياسية .. القوة الناعمة لمصر
سألنى أحد الزملاء الصحفيين حول فقدان مهرجان القاهرة السينمائى نفوذه وقوته لمصلحة مهرجان سينمائى ناشئ يبدأ أولى خطواته بسبب توافر الأموال لدى الجديد وقلة موارد الأول على الرغم من أنه هو المهرجان الوحيد فى مصر الذى له صفة دولية ، الأول تدعمه الدولة، والثانى يدعمه أحد رجال الأعمال قلت له: إن الثانى لن يأخذ من الأول مصادر قوته، وأن علينا أن ندعم الاثنين، مصر فى حاجة لدعم قوتها الناعمة بأى شكل من الاشكال، ما يحدث أن الدولة لم تأخذ موضوع القوة الناعمة على محمل الجد، وإنما تتعامل معها على اعتبار أن هذا قطاع ترفيه وتسلية ولا يتمتع بالجدية اللازمة فى حين أنه العامود الأساسى لاستقرار المجتمعات الكبيرة والقديمة مثلنا . دعم السينما ومهرجانات السينما والموسيقى والكتاب والثقافة والدراما التليفزيونية وقنوات الدولة الرسمية وخلق حالة من التنوع فى الإعلام التليفزيونى والصحفى هو فى مصلحة الاستقرار، نحن نتحدث هنا عن السياسة، هذا قلب السياسة، تدعيم صناعة الترفيه والسينما والدراما، سواء من خلال الدولة او القطاع الخاص آو منظمات المجتمع الأهلى هو فى مصلحة مكافحة التطرف، وفى مصلحة إشاعة قيم احترام الآخر، وفى مصلحة القبول بتعددية الأديان والايمان بإله واحد هو الله وتخصيص ما يعادل 100 دولار فى العام لدعم هذه الأنشطة سنويا أى ما يعادل 2 مليار جنيه هو مبلغ تافه لا يقاس بحجم النتائج المنتظرة، محاربة داعش والتيارات الاصولية، وإشاعة روح التسامح، ومحاربة التطرف، وجذب وتشجيع الشباب على تقديم أعمال إبداعية عظيمة. الخوف لن يفيدنا كثيرا وإشاعة روح الرقابة لن يبعد المجهول، وإنما احتواء القدرات الإبداعية لشباب مصر فيما يزيد من قوتها سوف يعود علينا بعافية. الأستثمار فى الفن والسينما والدراما والغناء لا يقل أهمية على الإطلاق من الاستثمار فى مجالات أخري.