الجمهورية
على عبد الغنى الفقى
مشاكسات .. مراكز علاج الإدمان تحتاج للتأهيل
أوجه كلمتي اليوم للدكتور علي محروس رئيس الإدارة المركزية للمؤسسات الصحية غير الحكومية والتراخيص لبحث ملف مراكز علاج الإدمان فلم تكن المخالفات والتجاوزات التي نشرت بالصحف خلال الفترة الماضية عن بعض مراكز علاج الإدمان بجديدة.. ولكنها نتيجة طبيعية لأساليب ومناهج وسياسة العلاج في بعض هذه المراكز التي تقدم العلاج الوهمي.. بل بالعكس يزداد المدمن إدماناً.. ويكتسب السلوكيات العنيفة وأساليب جديدة في عالم الإدمان داخلها خاصة في ظل غياب رقابي قد يكون متعمداً من وزارة الصحة.. فانتشرت خاصة في المقطم مراكز غريبة في كافة التخصصات الطبية.. بعيدة كل البعد عن ضوابط ومعايير وشروط وأسس العلم الطبي.
العشوائية والفوضوية سمة العمل داخل هذه المراكز.. ساعية لتحقيق المكاسب المادية وتقديم أنظمة علاج وهمية دون دراسة لشخصية المدمن.. إلي جانب خلو هذه المراكز من تكاملية خطط العلاج من التشخيص والعلاج والتأهيل.. متخذين من الفهلوة والاستغلال والاستبداد والعنف سبيلاً للعلاج.. استعانوا في تنفيذ ذلك بفتوات ارتسمت علي وجوههم قسوة قلوبهم.. معلنين أنها كالحجارة أو أشد قسوة.. يعملون علي مرأي ومسمع من الجميع.
اتخذت هذه المراكز من السطحية منهجاً لعلاج المدمن دون الدخول في علاج الأسباب التي جعلته مدمناً.. واستغلت جنوح الأهل نحو سرية إدمان أحدهم فاتخذت من العزل منهجاً.. والتعذيب سبيلاً.. واكتفت بإعطاء المدمن المسكنات والمهدئات أثناء زيارة أهله له مما يتسبب في حدوث انتكاسات وخفوقات.. بل وإدمان لأشياء أخري مكتسبة من هذه المراكز التي تضم بين جنباتها أناساً يعيثون في الأرض فساداً.
علاج الإدمان يحتاج لوضع وتنفيذ برامج متكاملة.. شاملة.. واعية.. هادفة.. يتكامل فيها علاج الإدمان.. مع التأهيل النفسي والمعنوي يتفق وحالة المريض ويتنوع طبقاً لعاداته يعيد إليه ذاتيته وشخصيته وهويته.. ويدمجه في المجتمع ويعيده إليه ويرفع عنه وصمة الإدمان فيعود إليه توازنه وثقته بنفسه وبالمجتمع المحيط به.
الواقع مؤلم.. المدمن يزداد إدماناً داخل بعض هذه المراكز.. وتزداد معاناته واضطراباته النفسية والسلوكية نتيجة التعامل غير الآدمي.. والتعذيب الممنهج.. الواقع يؤكد أن علاج الإدمان في مصر يواجه العديد من المتناقضات تحول بينه وبين القيام بدور حقيقي وفعَّال لوقاية أبناء مصر الذين يتعرضون لحروب شرسة لدخولهم في دائرة الإدمان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف