الوفد
علاء عريبى
وظائف القوى العاملة
تابعت أكثر من مرة إعلانات وزارة القوى العاملة الخاصة بفرص عمل فى بعض دول الخليج، واللافت للانتباه أن الوزارة تطرحها بما يعادلها بالجنيه المصرى، وتقدمها كأنها انجاز تاريخي للوزارة، وأن المبالغ المطروحة تمثل فرصة ذهبية للشباب، هذا مع أن المبلغ الشهرى المعروض لن يكفى المتقدم للوظيفة العيش الحاف، وبالكاد سوف يعيش بالمبلغ دون توفير مليم واحد.
قبل أيام طرحت الوزارة مائة وظيفة فى شركة اتصالات بدولة الإمارات. شروط الوظيفة: الحصول على مؤهل عال، وخبرة عامين فى مجال المبيعات فى إحدى شركات الاتصالات من الإناث والذكور، مع إجـــادة اللغة الإنجليزية بدرجة جيد جدا، والسن لا تزيد على 32 سنة، المقابل 4 آلاف درهم فى الشهر، لا تشمل السكن ولا المواصلات.
والذى زار دولة الإمارات يعلم جيدا ارتفاع تكلفة المعيشة بشكل كبير، خاصة السكن الذي تتفاوت أسعاره من إمارة إلى أخرى، والمرتب المعروض بالكاد سوف ينفقه الشاب على الطعام، والمياه، والمواصلات، والسكن مع مجموعة فى غرفة أو فى شقة، من الآخر «اللى هيقبضه باليمين، هيصرفه بالشمال».
قبل سنوات عرضت نفس الوزارة، وظائف لطائفة المعمار بمشروع توسعات الحرم المكى، مقابل 1500 ريال سعودى (فيه ريال: قطرى، وعمانى، ويمنى، ومغربى، وإيرانى)، ماذا يفعل بها العامل المصرى؟، هل يأكل أم يشترى مياه الشرب، أم يسكن بها، أم يركب المواصلات؟.
أيامها اتصلت بأحد الأصدقاء فى المملكة يعمل فى مجال المقاولات، وسألته عن يوميات نجار المسلح، والحداد، ومبيض المحارة، والمبلط..، وأكد أنها لا تقل عن 200 ريال، حوالى 6 آلاف ريال فى الشهر. قلت: لنعطيه 150 ريالا فى اليوم، يعنى 4500 ريال فى الشهر، أو مائة ريال بثلاثة آلاف ريال فى الشهر، يصبح الفرق بين تعاقد الوزارة وواقع السوق السعودي الافتراضى حوالي 1500 ريال فى أدنى التقديرات.
بالطبع ما تقدمه وزارة القوى العامل تشكر عليه، لكن كان على الوزارة أن تدرس واقع الدولة الراغبة فى عمالة أو وظائف، أسلوب المعيشة وتكلفتها، فالشاب المصرى يترك بلده وأهله لكى يدخر بعض النقود لتحسين ظروفه المعيشية، وليس من المعقول أن يتغرب لكى يشعر بالمهانة أو لكى يعيش حياة غير آدمية.
قد يتعاقد بعض الشباب ويسافر بعيدا عن الوزارة ويقبل بأقل من ذلك، هذا اختياره وقراره، لكن عندما تتدخل الحكومة وتقبل دور الوسيط عليها أن تحصل على أكبر مميزات للعامل المصرى، بما يوفر له حياة آدمية وليس كريمة، يستطيع توفير بعض الأموال التى تحسن حياته المعيشية بعد عودته من الغربة.
السؤال الأخير: هل يشمل العقد التأمين الصحى؟، اذا لو قدر الله أصيب العامل بمرض؟، من الذى سيتحمل تكلفة علاجه؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف