طارق يوسف
أكذوبة النظام العالمى فى مذابح بورما
إلى متى سيظل العالم الإسلامى يئن ويصرخ ويشكو جراحه لجلاديه ومن أهدروا دماءه؟ وإلى متى ستظل دماء المسلمين بلا ثمن وبلا قيمة، وإلى متى سيظل هذا الفيلم الردىء يعرض فى جميع دور السينما والشاشات دون أن يملّ منتجو هذا الفيلم من عرضه وتكرار نفس الأحداث بطريقة ممنهجة وسيناريو واحد يفرض مفرداته على جميع الأبطال والضحايا، وينتهى الفيلم كل مرة دون أن ينتصر الخير على الشر كما هو المعتاد فى أفلامنا العربية على مدار ستين عاما مضت، ونغطى وجوهنا هروبا من أعين الضحايا وصراخهم الذى يلاحقنا أينما نذهب، ونكذب على أنفسنا ونحن نسرد لشعوبنا أن المنظمات الدولية ستلاحق هؤلاء القتلة وتحيل حكام هذه الدول للمحاكم الدولية كمجرمى حرب.
وبين مذبحة وأخرى بين تطهير عرقى وآخر نلوم أنفسنا على أننا دول تصدر الإرهاب إلى هذه الدول الملائكية، ونلوم أنفسنا أننا من صنعنا القاعدة وأنتجنا الدواعش وجماعات العنف ونطأطئ رؤوسنا كلما وقع حادث دهس أو طعن لبعض الضحايا فى دول التمدن والحرية ونقسم بأغلظ الأيمان أن الجانى عربى ومسلم قبل أن تنتهى التحقيقات التى تجريها شرطة هذه الدول ونغمض أعيننا ونتوارى خجلاً عن متابعة مجازر المسلمين فى بورما، ولأن آلة الإعلام الغربى المتمدين أقوى وأعتى من همهمات المسلمين وبكائهم المكتوم، وأن جريمتنا أننا دائما نصدق كل ما يصدرونه لنا من أكاذيب رغم أن كل الشواهد تؤكد أنهم هم من صنعوا تنظيم القاعدة وابتكروا بن لادن والظواهرى، وهم أيضاً من صدروا لنا الدواعش بأسلحتهم المتطورة وأموالهم المتراكمة بالعملات الصعبة.
إلى متى سنظل المجنى عليه والمفعول به فى هذا العالم الظالم الذى تحكمه الأهواء و يديرون قواعده مصاصو الدماء، فهل من وقفة جادة لإنقاذ مسلمى الروهينغا من بين أنياب سان سوتشى سفيرة السلام المزعومة وصاحبة الجائزة الوهمية التى حصلت عليها عام 1991، واستحقت أن تعتلى رأس دولة ميانمار لنجدها فى النهاية سيفا مسلطا على المسلمين العزل تذيقهم سوء العذاب وتنكل بهم وتضطرهم للجوء إلى بنجلاديش وتسقط هويتهم وجنسيتهم وحقوقهم ليتفرق دمهم بين دول آسيا وباقى قارات العالم.. وللحديث بقية