< أمس الأول، الاثنين، تكشفت خيوط اللعبة، التى تستهدف هذا الوطن، واستقراره وأمنه، ولم يعد هناك شك لمن يريد أن يفهم، أن المُخطط كبير، وأن هذا البلد يتعرض لأكبر مؤامرات هدمه بكل السبل!
< صباح الاثنين، سقط رجالنا الذين يدافعون عن تراب سيناء بأجسادهم، وفقدنا 18 شهيداً من أعز الرجال، فقدوا أرواحهم لكى نأمن فى بيوتنا، ونعيش بلا خوف أو قلق، ويشاء القدر أن تكشف جريدة «الوفد» فى نفس الليلة، من خلال تقريرها الذى نشره الزميل ياسر شورى على صفحتها الأولى، عدد امس الثلاثاء، معلومات غاية فى الخطورة، حول تفاصيل مخطط ضرب مصر دولياً، وتفاصيل تزييف تقرير أصدرته لجنة مناهضة التعذيب بالأمم المتحدة، حول وجود حالات تعذيب ممنهجة فى السجون المصرية!!
< التقرير الذى نشرته «الوفد» كشف عن استناد المنظمة الدولية فى تقريرها إلى مذكرات مقدمة من منظمة حقوقية قطرية متهمة بدعم القاعدة فى سوريا وليبيا واليمن والصومال!!
< «الوفد» نشرت تفاصيل بيان المنظمة الحقوقية والتى تطلق على نفسها اسم «الكرامة» وهى منظمة تعمل لصالح جماعة الإخوان، وتستمد معلوماتها عن مصر منهم!! «الكرامة» اعترفت فى بيانها بأن لجنة مناهضة التعذيب استندت فى تقاريرها إلى التحقيق الذى أجرته «الكرامة» عن التعذيب فى مصر منذ عام 2012 إلى 2016. وقالت المنظمة إن اللجنة الأممية استمدت معلوماتها من 8 تقارير أعدتها المنظمة منذ ثورة 30 يونيه!! أى أن هناك خللا فى توثيق الحالات، هل هى منذ ثورة 30 يونيو أم انها من 2012 التى سبقت ثورة يونيو بعام كامل!!
< إذن.. هذا خلل غير طبيعى فى دور لجنة مناهضة التعذيب، لأنها لم تستمد معلوماتها من منظمات متعددة، لها اتجاهات مختلفة، وبالتالى تضمن الحياد فى التحليل، والأخطر من ذلك أنها لم ترسل لجان تقصى حقائق عملية تجعل معلومات التقرير بيد المنظمة الدولية وليس بيد غيرها، بل المؤسف والمخجل انها استندت إلى تقارير منظمة حقوقية سبق اتهامها بتمويل الإرهاب ليختلط الأمر بين العمل الحقوقى الواضح المعالم وبين العمل السياسى المختلط اساساً بأصابع الإرهاب!!
< طيب.. ما هى منظمة الكرامة القطرية؟ هى منظمة حقوقية يديرها القطرى عبدالرحمن بن عمير النعيمى الذى وضعته وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة ممولى الإرهاب، واتهمته بإرسال ملايين الدولارات إلى تنظيم القاعدة فى اليمن وسوريا والصومال وليبيا!! وتضم المنظمة عبدالوهاب الحميضانى اليمنى الجنسية وعضو مجلس أمنائها والذى وضعته وزارة الخزانة الأمريكية ايضاً على قوائم الإرهاب فى مطلع العام الحالى!! أما الممول الرئيسى للكرامة فهو رجل الأعمال القطرى خليفة الريان، والثلاثة تم وضعهم على قائمة الإرهاب للدول المقاطعة لقطر!! والغريب أن «الكرامة» طبقا لمعلومات «الوفد» تقوم بتمويل كل من هيومن رايتس ووتش الأمريكية ومنظمة العفو الدولية وعدد من المنظمات المصرية الموالية لجماعة الإخوان المسلمين!!
< الخلاصة.. إن الخطط ليست ضرب قنابل فحسب، وليست محاولة لقتل جنودك فقط، وليست رصاصا ودما، هذه كلها نتائج للخيانة لتى يمارسها من يدعون انتماءهم للوطن، فالوطن ليس جنسية، أو جواز سفر، أو بطاقة شخصية فحسب، كل هذه أدوات كاشفة عن الانتماء الرسمى، ولكن الانتماء الروحى لا يمكن توثيقه إلا بالإخلاص، والعمل، ورفض الخيانة، وإصدار تقارير تضر الوطن، وتسريبها لمنظمة تعمل ضد مصر، لكى تقوم بتمريرها للجنة دولية فقدت مصداقيتها بمجرد إعلان منظمة «الكرامة» بيانها بالأمس، فالمنظمة الدولية التى تنتظر تقارير مؤسسة صغيرة تعمل فى السياسة ومتهمة بالإرهاب وتنتمى للتنظيم الدولى للإخوان، إما أن تعتذر، عن خطئها المهنى والمادى الواضح فى مصدر معلوماتها، وإما أن تغلق أبوابها، حفاظاً على ما تبقى من مصداقية منظمة الأمم المتحدة!!
< لعنة الله على الخيانة.. ورحم الله الشهداء.