خالد امام
.. وماذا بعد ؟؟- العلاج بأيدينا .. ونتغافل عنه
صعب جدًا أن يعيش الإنسان حالتي الفرح الشديد والحزن الأشد في سويعات معدودة.. قلوبنا لم تعد تحتمل هذا التناقض.. فرحنا بشدة ونحن نتابع تصفية 10 إرهابيين في 3 بؤر بالجيزة.. وفي اليوم التالي مباشرة فُجعنا باستشهاد 18 من رجال شرطتنا في هجوم إرهابي بالعريش.
أنا كمواطن مصري حريص علي بلدي وعلي أولادي من رجال إنفاذ القانون.
الواقع يؤكد اننا فقدنا 18 بطلاً من أبطالنا.
هل يمكن أن يكون الحل في إخلاء مثلث "العريش ـ رفح ـ الشيخ زويد" تمامًا وتسويته بالأرض ثم إعادة السكان من جديد وعلي نظافة بعد تطهير المنطقة من "الأوباش" علي اعتبار أن التكاليف المادية أهون مليون مرة من فقد جندي واحد.. هل في إهمال تقارير المنظمات الحقوقية المشبوهة من عينة هيومان رايتس ووتش والكرامة القطرية وإلقائها تحت الأحذية..؟؟
العلاج بهذا الشكل في أيدينا فلماذا نتغافل عنه؟؟.. ونقول أخلوا مثلث الموت ومن يعترض "اخذقوا" عينه بعبارتين شهيرتين: الأولي قالها ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا السابق للبرلمان "عندما يتهدد الأمن القومي البريطاني فلا تسألوني عن حقوق الإنسان" والثانية قالتها خليفته الحالية تيريزا ماري "مستعدة لتمزيق ميثاق حقوق الإنسان إذا كان سيضر الأمن القومي البريطاني".. واصفعوا "هيومان والكرامة" الممولتين من قطر والإخوان دوليًا بأن تطالبوا لجنة الأمم المتحدة بأن تقدم الأدلة المادية الدامغة علي الاتهامات الموجهة إلينا وأن تضعوا أمام اللجنة خروقات قطر مع العمال الوافدين والشعب القطري ذاته. وتركيا مع شعبها وجيشها وكل مؤسساتها. وإسرائيل مع الفلسطينيين فيما يخص حقوق الإنسان والتي لا تقترب منها تلك المنظمات.
إذا كان هذا هو حال مجال حقوق الإنسان في قطر وتركيا وإسرائيل والمسكوت عنها دوليًا.. وإذا كان هذا هو موقف الحكومات المتعاقبة في أعرق دولة ديموقراطية في العالم من نفس الحقوق.. فبأي عين وقحة يحاسبوننا نحن بالذات..؟؟
انتظروا الإجابة غدًا بإذن الله.. ولكن المهم الآن أن نجفف دموعنا ونداوي جراحنا ونعمل علي ألا تتكرر عملية العريش ثانية ولو أخذنا في سكتنا آلاف الإرهابيين ومن يدعمونهم أو يتسترون عليهم أو يسهلون مهامهم القذرة.
رحم الله شهداءنا الأبرار.. اللهم صبر أسرهم واجزهم خيرًا عنهم.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
** مبروك لمصر وإيطاليا ..
غدًا.. تتبادل مصر وإيطاليا السفراء من جديد بعد أكثر من سنة علي سحب كل دولة لسفيرها عقب حادث اغتيال الباحث جوليو ريجيني.. حيث يتوجه سفيرنا هشام بدر إلي روما في نفس التوقيت الذي يصل فيه السفير الإيطالي الجديد جيام باولو كانتيني القاهرة.. لتنتهي هذه القصة التراجيدية الماسخة ويتم الفصل التام بين المصالح المشتركة للبلدين والتحقيقات القضائية في الجريمة الجنائية التي أخذت أكبر من حجمها وسلكت طرقًا لم يكن يصح أن تسلكها أبدًا.
لقد أعلت مصر وإيطاليا مصالحهما فوق مشكلة أعد لها سفلاً بليل لضرب العلاقات المتميزة بينهما.. لتؤكد الدولتان أن "سحابات الصيف" لا يمكن أن تحدد مسارات الدول الكبري أو تؤثر في علاقات قوية ضاربة في جذور التاريخ.
مبروك لمصر وإيطاليا.. وليخسأ المتآمرون وداعموهم.