هشام مبارك
احم احم ! - تغيير العتبة !
لي صديق عزيز لا يعرف من قصص سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل غير حكاية تغيير عتبة الباب والتي نعرف كلنا وبالذات الرجال منا تفاصيلها وهي كما وردت بالمعني وليس بالنص أنه عندما زار سيدنا إبراهيم ولده إسماعيل ولم يكن موجودا في الدار وفتحت له زوجته التي لم تكن تعرف شكل حماها فسألها عن ولده فقالت: خرج يبحث عن عمل فلما سألها عن أحوالهم الاقتصادية قالت: زفت ومش لاقيين حتي ناكل فطلب منها أن تقول لولده عندما يعود: غير عتبة بابك فلما عاد وأخبرته قال لها إن هذا أمر من والدي بأن اطلقك وفعل ثم تزوج غيرها فلما تكرر من سيدنا إبراهيم نفس الموقف وسألها عن أحوالهم الاقتصادية قالت: زي الفل رضا والحمد لله فطلب منها أن تخبر زوجها بأن يثبت عتبة بابه، طبعا مفهوم هنا أن الرضا بقدر الله ينتج عنه مزيد من النعم أما السخط فيجر علي صاحبه العقوبة مثل المرأة الأولي التي تم طلاقها لأنها لم ترض بما قسمه الله وأعلنت ضجرها وتبرمها.
أعود لصديقي الذي أشهد أنه رغم طيبة قلبه إلا أنه شديد التهور حتي في القرارات المصيرية وكان يردد قصة تغيير العتبة ويحفظها عن ظهر قلب مؤكدأ أنه يعتبر سيدنا إسماعيل مثله الأعلي دائما ورغم أني لفت نظره أكثر من مرة إلي أن علاقة سيدنا إبراهيم بولده إسماعيل ليست مقصورة علي هذه الحكاية وأن هناك من التفاصيل الأخري الكثير مما لا يتحدث عنه إلا أنه كان ينهي الحوار بيننا قائلا: كله كوم يا إتش وتغيير عتبة البيت كوم تاني ثم يردد: حبيبي انت يا سيدنا إسماعيل والله، وهو ما كان يثير داخلي كوامن القلق علي هذا الرجل الطيب وما قد يقدم عليه خاصة أنه كانت تدور بينه وبين زوجته بعض المشكلات التي تنشأ بين أي زوجين ولكن مشكلته أنه كان دائما من شدة تهوره يقوم بتصعيد أي خلاف مهما كان صغيرا وقد زاد من الطين بلة أنه كان مثل مصر فهو يتخيل أن العالم كله يتآمر عليه وبالطبع هذا العالم لم يكن سوي أهل زوجته وإخوتها الذين كانوا يحاولون التدخل لإصلاح ذات بينهما.
وقد حدث ذات يوم ما كنت أخشي دائما حدوثه حيث جاءني متهللا وهو يقول: خلاص يا إتش أنا طلقتها فلم أصدق ما سمعته وقلت مستنكرا: بلاش هزار سخيف فقال بهدوء: باتكلم جد امبارح أبويا جه يزورني ملقانيش ولما رجعت قالتلي أبوك بيقولك غير العتبة فنهرته قائلا: بتقول إيه يا مجنون وازاي تعمل كده لا انت سيدنا إسماعيل ولا أبوك سيدنا إبراهيم فقال: أيوه بس أبويا مثله الأعلي سيدنا إبراهيم فقلت له: طب تخيل لو أبوك جالك بكره وقالك أنا حلمت إني بادبحك زي ما سيدنا إبراهيم عمل ما سيدنا إسماعيل ساعهتا حتعمل إيه؟ فقال لي : وإحنا مالنا ومال سيرة الأنبياء يا إتش؟