الأخبار
عبد القادر شهيب
شيء من الامل - أمريكا تهادن الإرهاب
تقود أمريكا تحالفا عالميا واسعا لمحاربة أكبر تنظيم إرهابي وهو تنظيم داعش، وتعلن أن طائراتها تقصف أحيانا بعض مواقع وقوافل داعش، إلا أنها مع ذلك لا تحارب الإرهاب في العالم بجدية،، بل لعلها تهادنه، ليس فقط بما فعلته مؤخرا عندما تركت قافلة داعش تمر من الأراضي السورية إلي الأراضي العراقية بلا ملاحقة،في إطار اتفاق متعدد الأطراف،، وإنما أمريكا تهادن الإرهاب بالسكوت علي من يمول الإرهابيين ويسلحهم ويدربهم ويمنحهم الملاذ الآمن والغطاء السياسي ويقدم لهم الخدمات اللوجستية.
هذا ماقلته بصراحته ووضوح لأعضاء مجلس الكنائس الأمريكية الذين زاروا مصر هذا الأسبوع والتقوا الرئيس السيسي ومفتي الديار المصرية،، قلت لهم أنا وآخرون ذلك في الندوة التي شاركوا فيها ونظمها منتدي حوار الثقافات الذي ترعاه الهيئة القبطية الإنجيلية.
فنحن نواجه إرهابا معولما ولذلك مواجهته يجب أن تكون عالميه،، ونواجه إرهابا هو الأكثر وحشية ولذلك يجب ان تكون مواجهته حقيقية وحازمة وقوية،، ولن تكون هناك مواجهة حقيقية وقويه للإرهاب إلا إذا كانت هناك مساهمة جادة للولايات المتحدة فيها بوصفها دولة عظمي وصاحبة أكبر الجيوش وأكبر الاقتصاديات العالمية حتي الآن، وتقول إنها مسئولة عن السلم العالمي.
وحتي تكون هناك مساهمة أمريكية جادة وليست صورية كما هو الحال الآن في الحرب ضد الإرهاب لابد أن تتخذ واشنطن ثلاثة مواقف واضحة،،أولا أن تقتنع بعدم صواب ذلك التقسيم الذي كانت تقوم به بين تنظيمات تيار الإسلام السياسي، والذي يميز بين تنظيمات إرهابية متطرفة وأخري معتدلة سعت لتمكينها من الإمساك برقبة السلطة في بلادنا، توهما أنها ستكون حائط صد أمام تلك التنظيمات المتطرفة وستحميها من عنفها وإرهابها،، فرغم ان الرئيس الأمريكي الجديد ترامب أعلن نبذه سياسات تغيير الأنظمه التي انتهجها سلفه أوباما ومن قبله بوش الابن، إلا ان هناك مؤسسات داخل أمريكا وتشارك في صياغة سياساتها الخارجية مازالت تتبني هذه السياسات،، ولذلك ترفض اعتبار الإخوان جماعة إرهابية،رغم أنها أخرجت كل التنظيمات الإرهابية،وبالتالي يتعين علي أمريكا ان تتوقف عن انتهاج سياسة الانتقائية في محاربة التنظيمات الإرهابيه،،فمن يريد أن تكون هناك حرب جادة ضد الإرهاب عليه ان يحارب كل التنظيمات الإرهابيه ولا يختار تنظيما واحدا فقط ليحاربه ويسكت علي التنظيمات الأخري، كما فعلت ومازالت تفعل أمريكا في سوريا وليبيا وأيضاً في مصر.
ومن يريد حربا جادة ضد الإرهاب عليه ان يكف عن مهادنة تلك الدول المتورطة في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية،كما تفعل أمريكا مع دول في منطقتنا مثل قطر وتركيا.
ولقد استمع أعضاء مجلس الكنائس الأمريكي لهذا الكلام مني ومن غيري في اللقاء وكان ردهم إيجابيا،، اعترفوا بأخطاء في بعض القرارات الأمريكيه،،وقالو إنهم يسعون لصياغة سياسة أمريكية جديدة،، لذلك جاءوا للقاهرة التي تخوض حربا ضارية ضد الإرهاب ليسمعوا منا كيف نهزم هذا الإرهاب.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف