الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. احذروا الذهاب إلى المجهول!
كلنا نتحدث عن أهمية قيام نظام ديمقراطى حقيقى ودائم ولكننا نحصر رؤيتنا فى إطار شكلى فقط يرتبط بصياغة دستور وإجراء انتخابات مع أن الذهاب إلى الديمقراطية يتطلب أولا الاطمئنان إلى اجتثاث الإرهاب من جذوره فكريا وتنظيميا وميدانيا.

الذهاب إلى الديمقراطية فى أى مجتمع يصبح أشبه بالذهاب إلى المجهول إذا لم تتوار تماما كل أشكال الولاءات الدينية والمذهبية والعرقية والعشائرية ويصطف الجميع وعن اقتناع تحت راية ولاء وحيدة هى راية الولاء للوطن فقط وعزل كل شارد عن السرب الوطنى ومعنى ذلك أن العقبة الكؤود فى نشوء ديمقراطية حقيقية هو الفكر المتطرف الذى يمهد التربة للإرهاب وكل أنواع الصراعات التى تقتل روح المواطنة ومن ثم تجهض الديمقراطية قبل مولدها.

أتحدث عن الفكر المتطرف والإرهاب الأسود الذى يتجاهل عدم وجود تعارض بين القيم الدينية والقيم الديمقراطية وبالذات فى المجتمعات الإسلامية التى تتوافر فى شريعتها العديد من القيم المشتركة بين الديمقراطية والدين مثل ضمانات الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والثواب والعقاب والشفافية والنزاهة وارتضاء حكم القانون وهو ما لا يقبل به أنصار الفكر المتطرف ويعتمدون الإرهاب سلاحا للجهاد المزعوم.

باختصار أقول: إن الطريق إلى الحلم الديمقراطى الكامل يبدأ باجتثاث الفكر الإرهابى من جذوره وتعريته وفضحه كمقدمة ضرورية للقضاء على الإرهاب الميدانى الذى يستحيل الحديث عن ديمقراطية حقيقية ودائمة تحت بنادقه وتفجيراته.. وما تمارسه فى أوطاننا العربية حتى اليوم هو مجرد علامات رغبة وشوق على الطريق وذلك فى حد ذاته علامة صحية ومبشرة ولكنه ليس بالأمر الكافى الذى يلبى الطموحات المشروعة لشعوب الأمة والتى عليها أن تتحمل مع الدولة الوطنية مسئولية تمهيد الطريق بعزل الفكر المتطرف وأنصاره لتجنب الذهاب إلى المجهول تحت خدعة الديمقراطية!

خير الكلام:

<< إذا اكتمل العقل نقص الكلام!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف