رياض سيف النصر
محاولة للفهم .. "تعليم".. الفرص الضائعة!
لا يوجد مبرر مقبول لتلك الحملات الممنهجة ضد وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي منذ أن أعلن رؤيته الواضحة لتطوير التعليم وأنها مهمة لا تتحملها الوزارة وحدها... وإنما أن تتضافر جهود مؤسسات الدولة جميعها لإحداث التطوير المنشودة.. باعتباره قضية وطنية.
وإذا كان الإصلاح تأخر سنوات طويلة.. فليس مقبولاً أن يتأخر أكثر من ذلك.. خاصة ان الوزير يمتلك رؤية واضحة.. وخبرات واسعة.. واستعداداً لخوض المعركة ضد كل من يقف عثرة أمام التطوير. وعلينا أن نمنحه الفرصة كاملة.. ثم نحاسبه علي النتائج.. بدلاً من الهجوم علي مشروعه قبل أن يبدأ التنفيذ.
ما جري منذ أيام في محاولة الوقيعة بين الوزير والمعلمين يثبت أن القضية أكبر من "زلة لسان" عبر حوار صحفي أكد الوزير خلاله أن إصلاح التعليم غير ممكن. دون الاهتمام بالمعلم باعتباره العنصر الأهم في العملية التعليمية. ما يؤكد أن الجملة التي حاول استغلالها البعض للوقيعة كانت موجهة إلي "مافيا" الدروس الخصوصية.. وحدهم لا مجمل المدرسين الشرفاء الذين يساندون الوزير في إحداث التطوير.
ومن غير المعقول أن يخوض القائد معركته دون القوات التي تسانده في وضع سياسة تعليمية جديدة.. تتوافق مع العصر.
ولا يخفي علي أحد أن تلك السياسة الجديدة تواجه بمقاومة عنيفة.. سواء من أصحاب المصالح.. أو كبار المسئولين داخل الوزارة الذين يقاومون التطوير بشراسة. وفق تصريحات الوزير الذي أكد أن هناك مقاومة غير عادية لتغيير الثقافة في الوزارة.. "ولكننا مصرون علي استكمال الحلم".
ومن المؤكد أن الوزير كان يعلم أن تغيير الثقافة في الوزارة مهمة شاقة.. وأنها ستحظي برفض أصحاب المصالح.. والمستفيدين من استمرار الأحوال دون تغيير يتعارض مع تحقيق مصالحهم الضيقة.
وجاء قرار الوزير بالمشاركة في أعمال الجمعية العمومية لنقابة المعلمين. ليفسد علي المتآمرين مساعيهم. وليعلن الحقائق الكاملة أمام جموع المعلمين.. ويجري معهم حواراً مباشراً يستمع إلي آراء المدرسين لانجاح التطوير.. ويتعرف علي حجم المشاكل التي تواجههم.. والحلول المقترحة لمواطنيها. وأن يزيل التفاهم الذي نتج عن "زلة اللسان" ويعلن أمام الجميع أهمية الدور الذي يؤدونه في الدولة. وأن مساعيه لن تتوقف في تحقيق مطالب المعلمين.. وإتاحة الفرص أمامهم للترقي والحصول علي التدريب الذي يسهل عليهم أداء مهامهم بنجاح.
يبقي ألا تترك الفرصة تضيع لإحداث التطوير المنشود. وأن تلتزم الوزارة باستراتيجية واضحة لا تتغير.. مع كل وزير.. بحيث يبني الوزير الجديد علي ما قام به السابق.