الدستور
د . ابراهيم مجدى حسين
?What women want
السؤال عن المرأة وما تريده، وآلية الدخول إلى عقلها، يبدو تقليديا للغاية، نتيجة بحث أغلب رجال العالم عن إجابته، ما دفع كثيرين لإجراء الأبحاث العلمية فى مجالات علم النفس والاجتماع، للحصول على إجابة للسؤال، الذى يمثل لغزا كبيرا.
النقطة التى تستحق التركيز هى: لماذا يسعى الرجال إلى البحث فيما يدور فى عقل النساء؟ وهل كل الرجال يرغبون فى معرفة إجابة السؤال، أم أن بعضهم نجح فعلا فى التعامل مع المرأة وفقا لطبيعته وفطرته، دون الحاجة إلى مثل هذه التساؤلات؟!
بمعنى أوضح، نحن نحتاج أن نسأل: هل يخاف الرجل من المرأة؟ لذا يبحث فى عقلها لكى يحمى نفسه منها، أم أنه يحاول فهمها للسيطرة عليها، هل الهدف هو إخضاع المرأة لهيمنة الرجل، أم جذبها وامتلاك قلبها؟ فلكل سؤال منها منهج وطريقة، تحدثت عنها مراجع علم النفس والاجتماع.
فى عام ٢٠٠٠، شاهد الملايين حول العالم فيلما أمريكيا من بطولة النجم ميل جيبسون، حمل عنوان «ماذا تريد النساء؟» أو «?what women want»، وتدور قصته حول رجل تعرض لحادث، منحه القدرة على سماع ما تفكر فيه النساء، ويمثل الفيلم منهجا للباحثين عن فهم المرأة من أجل إخضاعها والسيطرة عليها، فالبطل استفاد من قدرته الاستثنائية فى السيطرة على رئيسته فى العمل.
دخول عالم النساء واختراقه نفسيا وعقليا من أجل السيطرة- يحتاج إلى فهم عدة نقاط فى تركيبة المرأة- كما توضح أبحاث علم النفس- أولاها أن المرأة تخضع للسيطرة، عندما تشعر أن الرجل الذى أمامها قوى وقادر على حمايتها وتدبير أمورها، كما أن المرأة الكاذبة تخضع للسيطرة عندما تكتشف أن الرجل الذى أمامها صادق، لأن صدقه يكشفها ويسقط حصونها واحدا بعد الآخر.
كما تؤكد الأبحاث العلمية أن المرأة غير المثقفة، أو ذات العقلية الفارغة، تخضع بسهولة لسيطرة الرجل المثقف، وأن الرجل الهادئ، الذى يستطيع التحكم فى انفعالاته والسيطرة على غضبه، يستطيع بسهولة إخضاع المرأة التى يتعامل معها، نظرا لنجاحه فى التعامل مع تقلباتها العاطفية.
وبالمثل، فإن هناك صفات رئيسية لدى الرجال تستطيع بسهولة اختراق عالم المرأة وإخضاعها للسيطرة بشكل كبير، منها الكرم، والحكمة، والتدين الحقيقى، وكتمان الأسرار، والإبداع، والبلاغة فى الحديث.
ورغم الصفات السابقة، يؤكد علماء النفس أنه لا توجد طريقة واحدة أو مضمونة للسيطرة على النساء، لكن هذه النقاط تبقى فى إطار المعايير العامة، التى تختلف أهميتها بين امرأة وأخرى، كما أن امتلاك الرجل لها لا يعنى بالضرورة نجاحه فى إخضاع النساء، وجذبهن إلى عالمه.
تقول مراجع علم النفس إن المظهر الشخصى والوسامة لدى الرجال تجذب انتباه الفتيات، ولكن الوسامة وحدها دون عقل راجح لا تكفى، كما أن الشهرة تستطيع جعل الرجل محط إعجاب النساء، لكنها أيضا لا تكفى وحدها كعنصر جذب.
وبالمثل، فإن الرجال من أصحاب السلطة أو المال، أو خفة الدم، هم أوفر حظا فى جذب المرأة فى محيطهم، كما أن العاملين فى مهن مثل الطب، تبرز تحليهم بالمسئولية، تتزايد حظوظهم فى إثارة الإعجاب لدى النساء.
وهناك عدد كبير من النساء يعتبرن الرجل المتدين مصدرا للثقة والتحلى بالمسئولية والإحساس بالأمان، وهذا هو سبب تزايد شعبية الدعاة بين النساء.
ورغم ذلك أيضا، لا يعنى تمتع الرجل بأى صفة من هذه الصفات أنه أصبح قادرا على جذب المرأة، بل يعنى أنه أصبح أوفر حظا من غيره، فى نظر قطاع ما من النساء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف