هناك دول ضالعة في اهدار حقوق الانسان وبشكل ممنهج وفي مقدمتها قطر وتركيا واسرائيل.. ومع ذلك فإن المنظمات الحقوقية الدولية لا تنتقد هذه الدول بكلمة.. وهناك دول اخري تحدث بها خروقات لحقوق الانسان ولا تأبه بأية انتقادات داخلية أو خارجية ووصل بإحداها وهي بريطانيا ان هددت رئيسة وزرائها بحرق ميثاق حقوق الانسان اذا كان سيضر الأمن القومي.. وفي المقابل وجدنا منظمات حقوقية خاصة هيومان رايتس ووتش والكرامة القطرية الممولتين من النظام القطري والاخوان وايضاً مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة ومفوضه السامي زيد بن رعد الحسين يتربصون بمصر ويلفقون لها اتهامات مرسلة بلا سند أو دليل أو شهادات موثقة في هذا المجال.
هذا التناقض الغريب والمريب جعلني اتساءل في مقال امس واكرر السؤال اليوم: بأي عين وقحة يحاسبوننا نحن بالذات؟؟
الاجابة تجدون اغلبها في كلمة هذا المفوض السامي أو "المقوض السامي" في افتتاح الدورة 36 لمجلس حقوق الانسان.. كلمة تنضح سماً وحقداً وكراهية وتتطابق تماماً وتتزامن مع الاتهامات الواردة في تقرير هيومان رايتس ووتش المشبوه الناطق بلسان اخواني عفن.
زيد بن رعد- وبنفس توجه ومفردات هيومان والكرامة- تجاهل واقعاً يعترف به العالم كله من أن 30 يونيه ثورة شعبية جارفة وغير مسبوقة اطاحت بالإخوان وان مصر تتعرض لإرهاب دولي ممنهج تخطط له دول عديدة كبري واقليمية وتدعمه قطر.. تجاهل كل هذا واخذ يعدد الآثار المترتبة علي الثورة والارهاب ويضيف إليها اتهامات نابعة من خياله المريض غير موجودة علي الأرض اصلاً:
* زعم ان مصر استغلت قانون الطوارئ لتبرير عمليات الاسكات الممنهجة للمجتمع المدني وتحجيم الفضاء المجتمعي تحت ستار مكافحة الارهاب.. متعامياً عن ان هناك معارضين ينتقدون اداء الحكومة في الفضائيات والصحف وان مواقع التواصل الاجتماعي بها بوستات كثيرة وصلت لغة الخطاب بها إلي حد التدني والقبح ومع ذلك لم يمس اصحابها اذي.. فأين هذا الاسكات الممنهج والتحجيم الفضائي؟؟.. من المؤكد ان تحجيم الارهاب وتقزيمه يأكل كبد الأخ زيد بن رعد ومن يدعمه ويموله.
* وادعي ان مكتبه تلقي تقارير عن الاجراءات القمعية التي تنفذها السلطات وتشمل اعتقالات واحتجازاً تعسفياً وادراج اسماء اشخاص علي القوائم السوداء وحظر السفر وتجميد اصول وترهيباً واعمالاً انتقامية اخري تمارس ضد المدافعين عن حقوق الانسان والصحفيين والمعارضين السياسيين وكل شخص ينتمي لجماعة "الإخوان المسلمين"!! جبت المفيد ومن الآخر يا "فوهرر" زيد.. الاخوان جماعة ارهابية بحكم قضائي نهائي ولا احد مهما علا شأنه يحق له انتقاد احكامه.. ثم .. أي تقارير تتحدث عنها؟؟.. تقارير مجهلة أم تعليمات اخوانية وقطرية وتركية واسرائيلية؟؟.. لو انت "دكر" فعلاً انشر اسماء المضارين وبماذا اضيروا.
* وهيأ له شيطانه انه تلقي تقارير اخري عن اعمال تعذيب داخل السجون واختفاء قسري وعمليات قتل خارج اطار القانون ومحاكمات لمدنيين امام المحاكم العسكرية.. في حين ان المجلس القومي لحقوق الانسان نفي بشدة وجود تعذيب داخل السجون.. ومع ذلك نطالبك باعلان اسماء من عذبوا ومن اختفوا قسراً ومن قتلوا خارج اطار القانون.. يا أخ إن من تقول عنهم مختفون قسراً ظهرت جثثهم في العراق وسوريا بعد قتلهم وهم يحاربون في صفوف داعش.. اما محاكمة بعض المدنيين امام المحاكم العسكرية فإن المادة "204" من الدستور تجيز ذلك في حالات محددة تمس الجيش.. وهذا امر معلن وليس سراً أو اتهاماً.
* اخيراً.. كشف عن الكابوس الذي ينغص عليه وعلي امثاله نومهم من ان قانون الجمعيات الأهلية الجديد يقوض انشطة منظمات المجتمع المدني.. طبعاً لابد ان تهاجم هذا القانون الذي حجم عملاءكم الممولين من الخارج لاسقاط الدولة وبث الفوضي الخلاقة فيها.. القانون اغلق حنفيات التمويل الأجنبي السفلية إلي غير رجعة ولا يمس الجمعيات الوطنية المحترمة.. كلامك هذا لن يرهبنا.
إن المؤامرة الكبري ضدنا تقوم علي اربعة محاور: دعم وتمويل الارهاب. وتسفيه كل انجاز يتحقق علي الأرض والتشكيك في جدواه. وضرب مفاصل اقتصادنا. واخيراً اتهامنا بتقارير حقوقية مفبركة ومشبوهة.
حارق قلوبهم ان الارهاب يلفظ انفاسه الأخيرة.. ومولعهم اننا نحارب ونبني معاً واننا نسلح جيشنا بأحدث الاسلحة وان مشروعاتنا القومية هي التي تتحدث عن نفسها للعالمين.. وهايجننهم ان اقتصادنا تغلب علي مؤامرتهم ويقفز إلي اعلي بسرعة وان احتياطنا الاستراتيجي وصل إلي ما كان عليه قبل "ثورات الربيع العبري" وان السياحة تتعافي.. فلم يجدوا شماعة خبيثة سوي الاتهامات المرسلة لنا في مجال حقوق الانسان.
كلامكم عبيط ولن ينال ابداً منا.. وصدق الشاعر حين قال:
واصبر علي مضض الحقود فإن صبرك قاتله.. فالنار تأكل نفسها ان لم تجد ما تأكله.
وتحيا مصر 93 مليون مرة.