المصريون
رضا محمد طه
فيديو واحد يساوي حياة
أنقذ فيديو شاهده السيد الرئيس مواطناً كان المرض قد أقعده عن ممارسة عمله كسائق مما ترتب عليه أنه أصبح بلا عائد يعيش منه هو وأسرته، وتعتبر لفتة إنسانية من الرئيس أن إستجاب سيادته وامر بعلاجه بمستشفي وادي النيل، وذلك حسب ما جاء في جريدة الأهرام 13/9. وكان الحظ قد ساعد هذا المواطن في إنتشار الفيديو من خلال وسائل التواصل الذي يطلب يصف فيه حاله ويطلب المساعدة خلاله، لكن ماذا لو أن هذا المواطن لم يفكر او يساعده احد في صناعة هذا الفيديو؟ وماذا لو انه بعد عرض الفيديو ولم يحالفه الحظ ويشاهده الرئيس أو أحد المسئولين أو ذوي القلوب الرحيمة من الأغنياء؟ وماذا لو أن كل مواطن عنده مشكلة صحية كانت أو معيشية قام بنشر فيديو هو الآخر ويطلب من خلاله المساعدة؟ ولنا أن نتصور كم سيكون عدد تلك الفيديوهات، وكم الوقت الذي يكفي لمشاهدتها؟.
خلال فترة حكم مبارك كانت أمثال تلك المواقف تتكرر لكن من خلال برامج التلفيزيون، عندما يقابل المذيع احد المواطنين-غالباً ما تكون بشكل متعمد-أو يتصل المواطن يشرح حالته أو مأساته، وتكون طاقة القدر في صف هذا المواطن إذا كان مبارك أو صفوت الشريف وقتها يسمعون هذا البرنامج، فينقلب حال هذا المواطن من مأساة إلي أنه يصبح محور إهتمام المسئولين بفعل سحر الأمر الذي أصدره مبارك لحل مشكلة هذا المواطن، وكذلك يظل محل إهتمام المشاهدين أيضاً لبعض الوقت، وتلك المواقف يعتمد الحل فيهاعلي الصدفة أو حسب عطف ورأفة قلوب المسئولين وامزجتهم، وتلك حلول مؤقتة والمسكنات التي لا تنفع في حل المشاكل في هذا الزمان، ولنا في الدول التي واجهت نفس مشكلاتنا تلك وتغلبت عليها عن طريق ذوي الخبرة والعمل الجماعي، ونريد من الحكومة حلول وسرعة في التنفيذ مثلما تتبع في تنفيذ المشاريع الكبيرة والتي تقوم بتنفيذها الآن.
لماذا تتكرر عندنا تلك المواقف، وكأن المسئولين المعنيين بحل تلك المشاكل ليست لديهم حلول أو رؤي لحل المشاكل خاصة المزمنة منها بشكل عام وجماعي وليس بالحالة أو بالحتة، مثلاً لماذا لا تفكر بشكل جديد ومبتكر وزارة الصحة والحكومة في منظومة علاج لتأمين وتغطية أمثال هؤلاء المواطنين الأرزقية والغلابة، والذين نراهم يتزاحمون أو يفترشون الطرق إنتظاراً لدورهم في دخول المستشفيات خاصة الحالات الصعبة، أو المستعصية، والذي قد لا يحالفهم الحظ والوقت للدخول، فيكون الموت قد قال كلمته!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف