الأخبار
جلال السيد
تقوي الله - عذاب قوم شعيب
نأتي لقصة أخري مما عذب به الله بعض شعوبه، وهم أهل مدين الذين كانوا يسكنون أرض معان في اطراف الشام تمتد أرضهم شرقي وغربي خليج العقبة وكانوا يكفرون بالله ويشركون به اذ عبدوا الأيك وهي الشجر الكثيف وكانوا يبخسون الناس أشياءهم ويطففون الكيل والميزان فأرسل الله اليهم نبيهم شعيبا فدعاهم الي توحيد الله تعالي وأمرهم بالعدل وعدم تطفيف الكيل والميزان ولكنهم قاوموه وجادلوه وقالوا كيف نترك عبادتنا وعبادة آبائنا ونترك تطفيف الكيل، وفي هذا نقص لأموالهم. ورغم أن شعيب وضح لهم بأنه يحمل هداية السماء ويدعوهم الي طاعة الرحمن ويذكرهم بواجبات الانسان لأن الشيطان حريص علي امتلاك الانسان في العبادة وفي الأعمال.. ويذكرهم شعيب بما أصاب الأمم السابقة مثل قوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط ويدعوهم الي الاستغفار والتوبة والإنابة الي الله ويحرك فيهم عناصر الخير ويقاوم عوامل الشر فكان قومه يتحججون بأنهم لا يتفهمون كلامه ولا يعقلون دعوته. وفي النهاية تأتي عدالة السماء فقد أرسل الله عليهم الرجفة الغاشية فأهلكتهم وغلبت كبرياءهم وتعنتهم فأصبحوا في ديارهم جاثمين هالكين.. ويذكرنا القرآن بأن شعيب يأتي يوم القيامة خطيبا للأنبياء فقد كان قوي الحجة بلسان طلق حكيم القول وكان يدعو قومه الي عبادة الله وحده وان كل ما عداه من الآلهة بغير حق. وجاء مع شعيب معجزة من الله كما اعطي الله كل نبي معجزة تؤيده كما أعطي محمد صلي الله عليه وسلم وحي السماء وهو القرآن الكريم ومحمد أكثر الانبياء تابعا يوم القيامة.. وإذا نظرنا الي دعوة شعيب سنجد انه نهي قومه عن عدد من المفاسد ودعاهم إلي عدد من المكارم ممنها وفاء الكيل والميزان وهي عادة من أفضل العادات تؤدي الي ثقة الأمة وتكافلها لأن تطفيف الكيل والميزان يؤدي الي غضب السماء.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف