الأخبار
سليمان قناوى
عقلية الغزالة
مشدودون إلي الماضي بسلاسل من حديد. ننكفئ علي الأمس ولا نتطلع للمستقبل. نفكر بعقلية الغزالة التي يطاردها الأسد فتسقط فريسة رغم أن سرعتها 90 كيلومتراً في الساعة وسرعته 58 فقط، والسبب أن الغزالة طوال المطاردة تظل تنظر للوراء، فتتعثر وتقع. الأسد هو الماضي الذي لا نريد منه فكاكا ويفترس وقتا نستهلكه في جدال عقيم. وسرعتنا هي أدمغة علمائنا النوابغ الذين يمكن أن نقفز بابتكاراتهم للمستقبل، لكن مازلنا نقف عند ما حدث في سقيفة بني ساعدة التي شهدت جدالا من أربعة من الصحابة منهم سلمان الفارسي بأحقية سيدنا علي بن أبي طالب في خلافة رسول الله (صلي الله عليه وسلم).
وهل من المعقول أن يأتي مؤرخ اليوم ليقول إن هدف صلاح الدين الأيوبي لم يكن تحرير بيت المقدس ولكن تحرير أخته! ونفس المؤرخ ادعي أن المسجد الأقصي الحالي ليس هو المسجد الذي أسري إليه رسولنا، وهي دعوة رددها المؤرخون الصهاينة حتي لا نولي وجوهنا شطر المسجد الأقصي ويسهل عندها هدم المسجد. ونستمر في مسلسل الانكفاء علي الماضي حتي أحداث حرب الاستنزاف وهل أفادتنا أم ضرتنا وصولا لأحداث 25 يناير 2011 وهل كانت ثورة أم مؤامرة؟. الدنيا تتغير من حولنا بسرعة البرق ونحن مربوطون بالماضي. لا ينفع اليوم أن نقول »هذا ما وجدنا عليه آباءنا»‬ بل بالالتصاق مع »‬الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه» وبمنهج »‬إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ، لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ».

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف