الجمهورية
أحمد بهاء الدين شعبان
نظرية فى الخيانة
لم يفاجئني سلوك الإخواني "محمد سلطان" الذي قامت الدنيا ولم تقعد. ومورست كل أشكال الضغوط الأمريكية. علي الحكم المصري. من أجل الإفراج عنه. بزعم تدهور أوضاعه الصحية. حتي رضخت السلطة وأطلقت سراحه. بعد أن باع جنسيته المصرية. واختار الجنسية الأمريكية. وسافر إلي أرض الأسياد. وكان أول ما فعله أن انحني علي الأرض الأمريكية المباركة. مقبلاً إياها. مُمَرِّغاً جبهته في ترابها المقدس. عربون ولاء وشكر. ورمز تبعية ووفاء!.
أما لماذا لم يفاجئني هذا التصرف فلسبب أساسي بالغ الوضوح. هو أن هذه الجماعة الإجرامية منذ أوُجدت علي الأرض المصرية كـ "جماعة وظيفية" لخدمة الأغراض الاستعمارية نَمَتْ واتسع نطاق تأثيرها. بدعم مالي أوروبي ونفطي سخي. وفي حضن الاستخبارات البريطانية. ثم الغربية. والأمريكية. كانت جماعة غير وطنية لا يهمها الوطن المصري. ولا يعنيها شأن أهل مصر ومواطنيها. فالجماعة لا تؤمن بقيمة الوطن. كما تربينا عليها. ولا بمفهوم المواطنة. كما آمنا بها. ولا تري في الأرض الوطنية إلا حفنة من التراب الذي لا قيمة له. ولا تستحق التضحية بأقل القليل في سبيلها!.
وأعتقد أن الذاكرة المصرية لن يسقط منها أبداً. ولو بعد حين التعبير البليغ لـ "محمد مهدي عاكف" مرشد الجماعة السابق. الذي وضع النقاط علي الحروف بقولته الشهيرة: "طظ في مصر!". فهو لخَّص بعفوية دالة رؤية جماعة الإخوان الإجرامية لقيمة مصر وقامتها. وحينما أكمل "عاطف" أنه لا يُمانع في أن يحكم مصر شخص أجنبي ولو ماليزي مادام من ملته وبني جلدته. فهو وضع ركائز النظرية الإخوانية في تبرير وتسويغ الخيانة الوطنية. التي تبيح التنصل من الولاء الوطني. وتبرر طعن المصالح الوطنية. بل وتحلل التحالف مع أعداء الوطن. والتآمر علي استقراره. وعلي وحدة أراضيه. وسلامة حدوده. واستقلال إرادته. مادام ذلك يصب في مصلحة الجماعة. ويحقق أهدافها في السيطرة والتمكين!.
وعلي هذا رأينا اشتغال كل كوادر الإخوان الذين فروا إلي خارج مصر. كعملاء رخاص. للأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأمريكية والألمانية والتركية والقطرية. وهلمجرا. وهو ما يفسر سلوكهم التخريبي الذي يتبني مبدأ "أنا ومن بعدي الطوفان". وقانون "أحكمكم أو أبيدكم". علي نحو ما عايناه طوال الفترة الماضية!.
ولعلنا بعد هذا السلوك الوضيع. للإخواني "محمد سلطان". لا نفسح المجال لأولئك الذين يطرحون بين حين وآخر. الفكرة المخربة التي تدعو للتصالح مع إرهاب جماعة "الإخوان" الإجرامية. لأن طرحها بينما دماء شعبنا تنزف يومياً بيد الإرهاب. خيانة للوطن. ولهذه الدماء الزكية التي سقطت فداء له. بيد من لا يرون فيه قيمة ولا معني!.
للحرية ثمن يدفعه المؤمنون بهذه القيمة. حتي لو كانت حياتهم. وللوطن مهر يقدمه المحبون حتي لو كان العمر ذاته. والذي يؤمن بقضية يضحي في سبيلها بالغالي والنفيس.. أما من يبيع تراب وطنه نظير تراب دولة أجنبية. ويمرِّغ جبهته في بلاط مطاراتها. مهما كانت الأسباب تعبيراً عن شكره وعرفانه فهو لا يستحق إلا النبذ والاحتقار.
***
ويبقي أن أطالب الرئيس السيسي والمسئولين الحكوميين ألا يفرِّطوا في استخدام هذه الرخصة التي منحها قانون صُدر في غياب البرلمان لرئيس الدولة. والتي تمنحه الحق في الإفراج عن الأشخاص المحبوسين. من مزدوجي الجنسية. شرط إسقاط الجنسية المصرية عنهم. وترحيلهم إلي الخارج. إذ أني أجزم أن هذا الإخواني المارق. مُدّعي المرض. بعد أيام قليلة. سيكون أحد ألد أعداء وطنه. وأكثر الخونة اشتغالاً ضدها في الخارج. وانتظروا اسمه في المستقبل القريب. مصحوباً بضجيج لن يهدأ ضد شعبه وأمته. ولخدمة أسياده الأمريكيين!.
فالجواب كما يقول المثل يُقرأ من عنوانه. والعنوان بالغ الوضوح فلا تنتظروا الوطنية من منكريها. ولا تتوقعوا إلا الشر من عدو كاره. سمح لنفسه أن يمرِّغ جبهته في التراث الأمريكي!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف