محمود سلطان
عبد الله الأشعل.. صدفة أم رسالة؟!
على السفير عبد الله الأشعل أن يشكر ربه، على أن أزمته مع ابنته "الإعلامية"، توقفت عند حدود معينة، عندما شاءوا توظيفها إعلاميًا لـ"تخويفه" وحمله على الانسحاب إلى الظل و"يبطل" كلام في السياسة و"إزعاج" الباب العالى.
أقصى ما فعلوه، أن استضافوا ابنته لتدعى عليه بأنه "إخوانى".. فليحمد الله و"يبوس" يده "وش وظهر"، على نجاته من اتهامه بأنه نائب خليفة "داعش" أبى بكر البغدادي في القاهرة!.
لقد فعلوا "أرخص" من ذلك، حين استضافوا مراهقة ـ 18 عامًا ـ على إحدى الفضائيات، لتتهم والدها وأشقاءها المعتقلين بأنهم "دواعش".. وأخرى طالبت الخلع من زوجها المعارض.. وضبط أخريات ـ زوجات وبنات لمعارضين ـ وهن يمارسن البغاء ـ بحسب زعمهم ـ في بيوت المتع الحرام!!.
الأشعل ليس وحيدًا، بل إنه مجرد هدف، من بين مجموعة من الأهداف، التي نصبت في ميدان رماية قوى قلقة إلى درجة الهوس، من أي جهود سلمية وقانونية، تدافع عن مدنية الدولة، ودمقرطة نظامها السياسي، والتداول السلمي للسلطة.
المشكلة التي تلفت النظر، أن الأشعل، من بين الأصوات الأكثر هدوءًا، ولا يلجأ للصخب الإعلامي أو العنف اللفظي، إنه معارض من داخل المنظومة ذاتها، ولم يطالب بالتغيير ولكن بترشيد الإدارة السياسية للدولة، واعترض على ما اعتقد بأنه تنازل عن السيادة الوطنية ـ أزمة جزيرتي البحر الأحمر ـ ومع ذلك فوجئ الدبلوماسي الكبير، بتعرضه لحفلة تعذيب ليلية على إحدى الفضائيات، بطريقة "واطية" وشديدة الرخص!.
فهل أدرك زميله الدبلوماسي الكبير عمرو موسى، بأن "فضائح عائلية" تنتظره، حال سكت على وجود اسمه في البيان التأسيسي للمعارضة والذي سرب بعضه بشكل غير رسمي للصحف.. فآثر الخروج العاجل والسريع من "المستنقع" قبل أن يلوث، وتلاحقه حجارة سفهاء القوم على فضائيات الفضائح والنميمة؟!.
لسنا بحاجة إلى إجابة، ولكن إلى أسئلة، ليست كاشفة وإنما ناقلة من الشك إلى اليقين، بأن أي مرشح جاد، عليه إما الاستسلام ورفع الراية البيضاء والإيواء إلى الظل، طلبًا لسلامته وسلامة عائلته، وإما أن يتحمل "اللي ها يحصله".. وهي مسألة غير محكومة بسقف أخلاقي أو إنساني.. ولا قانوني أو دستورى.. فكل أدوات الاستباحة في يد قوى رجعية، يهدد التغيير مصالحها بشكل لن يحملها أبدًا على التسامح مع قوى التغيير.
ربما ما يحدث يصادر أية طاقة تفاؤل، في أن تكون انتخابات 2018، إضافة مبهرة إلى رصيد مصر الحضاري، وإلى منزلتها كقاطرة للتحول الديمقراطي في المنطقة.
ومع ذلك يظل الأمل موجودًا، فوجوده يبقي على النوافذ مفتوحة، لتستقبل نسائم الحرية، فعبيرها قد يأتي فجأة بدون ترتيبات مسبقة.