طارق الأدور
كلام رياضي جداً .. بين فساد مبارك .. وبلاتر
لم أصب بالإحباط في حياتي مثلما شعرت في واقعتين كبيرتين الأولي هي براءة كل نظام مبارك بعدما أقترفوه بحق الشعب المصري علي مدي 30 عاما.. ثم عندما أعيد انتخاب الفاسد جوزيف بلاتر رئيسا لبيت الفساد أو "الفيفا" لأربع سنوات قادمة بعد قضايا رشوة وفساد وعلي مرأي ومسمع من العالم بأسره.
* في الواقعة الأولي حزنت لأنني كنت أشعر بأننا سنعطي رسالة للأجيال الجديدة باننا سنحاسب الفاسد إذا أفسد وان من أرتكب في حق الشعب المصري أي جرم يجب أن يعاقب كأي مواطن عادي يرتكب إثما دون تمييز.
أما في الواقعة الثانية فقد شاهدت فسادا ورشوة ليست وليدة الاربعاء الدامي الذي داهمت فيه الشرطة فندق اقامة أعضاء الفيفا "الفخيم" وانما فساد ورشوة دائمان منذ وطأت اقدام بلاتر أرض الفيفا علي مدي كل مناصبه التي انتهت بحصوله علي منصب رئيس بيت الكرة في العالم ثم حوله إلي بيت للفساد.. والبيت الفاسد دائما لا ينتج الا فاسدين.
وعجبت لما ذكره بلاتر وشلة الفساد من حوله بأنه ليس طرفاً في هذا الفساد وهو الذي عاش كل أحداثه يوماً بيوم منذ كان سكرتيرا عاما للفيفا وتحول إلي كرسي الرئاسة. فكيف بأعلي رأس في المنظمة لا يعلم بكل أركان فسادها.
وكانت لدي الفرصة لمتابعة أحداث الجمعية العمومية للفيفا ثانية بثانية وكان كل تركيزي علي وجوه الحاضرين وتعبيراتهم خلال الجلسات التي سبقت الانتخابات وكان من السهل التمييز بين الوجوه الشاحبة لما يحدث لبيت كرة القدم من مهانة في كل انحاء العالم والحزينين علي ما وصل له حال قيادة اللعبة الشعبية الأولي. وبين من يخشون علي مستقبلهم اذا سقط بلاتر لأنه رأس الأفعي أو عقدة الخيط الذي اذا تم سحبه سيكر باقي الخيط وتظهر كل خلايا الفساد.. لذلك كان الفرار وجه كل أعوان بلاتر ومن بينهم زعيم العصابة الافريقي عيسي حياتو الذي يعلم تماما ان مصيره السجن في اليوم التالي لرحيل بلاتر لذا فلم تكن هناك مفاجأة في ان يمنح حياتو رفيق الفساد لرئيسه بلاتر 51 صوتا من أصل 54 لقارة افريقيا وبالطبع منها صوت مصر.
وكنت متابعا لفكر اتحادنا الكروي منذ الجمعية العمومية للاتحاد الافريقي بالقاهرة في الشهر الماضي بداية من الاعلان بأن صوت مصر سيذهب لبلاتر أسوة بأغلب دول القارة بعد ان قام رفاق بلاتر بعمل اللازم تجاه كل الاتحادات الافريقية الحاضرة.
وبعد السقوط المروع للفيفا في بئر الفساد قبل الانتخابات بيومين كان اتحادنا الموقر عنتريا في اعلان بأن الصوت سيمنح للأمير علي علما بأن ذلك جاء بقرارات سيادية ولكن علي أرض الواقع لم يصوت الاتحاد المصري للأمير وراح الصوت لبلاتر.
وأحب ان أؤكد هنا انني علمت من مصادر ومتابعات موثوق بها ان أصوات الأمير علي ال 73 هي كالتالي 49 صوتا من أوروبا هي كل أصوات القارة ال 53 عدا 4 دول هي المانيا وفرنسا وروسيا وسويسرا موطن بلاتر و20 صوتا من 35 من الكونكاكاف بجانب أصوات استراليا والمغرب وتونس وموريتانيا التي كانت أول دولة تعلن تماما ان صوتها سيمنح للأمير علي خلال الجمعية العمومية للكاف.
أعيد التكرار ان الفساد مرفوض في أي مجال سواء أكان سياسيا أو رياضيا أو اجتماعيا وان الفاسد الأكبر بلاتر سيسقط قريبا ولعل أول مطب أمامه هو اجتماع الاتحاد الأوروبي علي هامش نهائي دوري الأبطال يوم السبت القادم.. وإنا لمنتظرون.