الوفد
وجدى زين الدين
جبهة وطنية لمكافحة الإرهاب
أقترح تشكيل جبهة وطنية لمكافحة الإرهاب تحت راية واحدة ضد عدو يريد تقويض الدولة المصرية، وهدم أركانها؛ بهدف تنفيذ مخطط يسعى بكل السبل والحيل لوقوع مصر فى براثن الفوضى والاضطراب، الهدف من الجبهة ليس تحقيق مصالح ومكاسب شخصية لأفراد أو قوى سياسية، إنما مرادها الأول هو التصدى من خلال منظومة فكرية وثقافية بكل من تسول له نفسه النيل من أمن مصر واستقلالها، وتعطيل مشروع بناء الدولة الجديدة.
الدعوة التى أعنيها من أجل تشكيل هذه الجبهة لا بد أن يشارك فيها جميع القوى السياسية والنقابات العمالية والمهنية، ولم الشمل المصرى فى مواجهة هذا العدو الغاشم الذى لا يريد خيراً للبلاد.. فإرادة المصريين التى توحدت فى 3 «يوليو» والملايين من المصريين الذين خرجوا فى 30 «يونيه» مفوضين الدولة وجيش مصر العظيم باتخاذ الإجراءات المناسبة ضد جماعات التطرف فى البلاد، وعلى رأسها جماعة الإخوان التى عاثت فى الأرض خراباً وفساداً، لا تعنى أبداً ألا يشارك هذا الشعب العظيم فى مكافحة الإرهاب، لقد جمع فكر واحد ورأى واحد المصريين على التصدى للجماعة الإرهابية التى حكمت البلاد لمدة اثنى عشر شهراً فى غفلة من الزمن، وأثبت هذا التوحد للعالم أجمع أن إرادة المصريين صلبة لا يقهرها أحد.. ولايزال المصريون يواصلون المعركة المقدسة ضد الإرهاب وأهله ومؤيديه ومناصريه، ولا تجد شعباً من شعوب الأرض لديه كل هذه القدرة الفذة يقوم بالحرب على الإرهاب بهذا الشكل الرائع الذى يحنى الرؤوس إجلالاً لهذا الموقف، مما جعل مصر تفلت من المخططات الشيطانية كما حدث فى اليمن وليبيا والعراق وسوريا.
وقد آن الأوان لأن تكون هناك جبهة وطنية يرفع شعارها المجلس القومى لمكافحة الإرهاب الذى تم إنشاؤه مؤخراً، وتقوم هذه الجبهة بخوض المعركة فكرياً وثقافياً وعلمياً فى التصدى للأفكار المتطرفة، إلى جانب الحرب المقدسة التى يقوم بها بواسل القوات المسلحة والشرطة المدنية.. المواجهة الفكرية والثقافية باتت ضرورة ملحة وآنية ولدينا فى مصر عقول بارعة لا بد من استغلالها فى هذا الشأن.
القضية أخطر بكثير من الدخول فى جدل عقيم؛ لأنه فى مثل هذا الظرف الخطير الذى تمر به البلاد أمام عدو يفكر فقط فى إبادة الدولة المصرية وإغراقها فى عمليات تدمير وتفتيت، ما يستوجب على الجميع أن يكونواعلى قلب رجل واحد.
وبالتالى بات من الأهمية ضرورة أن يكون هناك التفاف حول مشروع فكرى وثقافى لمكافحة الإرهاب، إلى جوار الدور العظيم الذى تقوم به القوات المسلحة والشرطة، وفى حالة الخطر الذى يهدد أمن البلاد وسلامتها واستقرارها. والجبهة المقترحة لا تعنى الدخول فى جدل أو مناقشات سوفسطائية التى لا تجدى ولا تنفع أمام مخططات شيطانية تريد تدمير الدولة.
القضية جد خطيرة، ويجب على الجميع أن يلتف صفاً واحداً للتصدى لخطر فادح، وهذا هو المنهج الفكرى للجبهة الوطنية المقترحة لمكافحة الإرهاب، ولا مكان للذين يشقون الصف المصرى الموحد ولا بد من غيرة على أمن البلاد ولا بد أيضاً من التنحى عن الأيديولوجيات جانباً والاهتمام الأكبر بمصلحة مصر وشعبها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف