أكرر السؤال الذى يخطر لى كلما وقعت جريمة ارهابية خسيسة من شياطين الإنس أدوات تنفيذ المخطط الاستعمارى الأمريكى الصهيونى لإعادة تقسيم وترسيم المنطقة والانتقام مما فعله المصريون وجيشهم فى 30/6. هل مازال هناك من لايدركون حجم الاخطار التى تترصد هذا الوطن.. ثم هل نمارس الحياة ـ والسؤال بالتحديد للسادة المسئولين بنفس قدر المسئولية والجدية والإتقان الذى يليق ويكافئ ويحترم الدم الزكى الشهيد الذى يبذله أغلى وأشرف النبلاء من ابنائنا الجنود والضباط وبما يطمئن أرواحهم على سلامة واستقرار الوطن الذى ضحوا بحياتهم من أجله، ويكافئ ويخفف المعاناة على من أنجبوا وربوا وصنعوا هؤلاء الأبطال ويلبى ماحرموا منه عشرات السنين من استحقاقاتهم الاصيلة فى الحياة؟!!
وهل هناك رصد علمى أمين لانعكاس الازمات المختلفة، وفى مقدمتها الأزمة الاقتصادية، على أوضاعهم الإنسانية والاجتماعية والاخلاقية.. عندما ارتفعت اسعار الدولار اشتعلت النار فى جميع مستلزمات وضرورات الحياة ودون مبالغة وصل الارتفاع الى الضعف، واستمرت اغلب الدخول المتواضعة - وهى القاعدة الغالبة على أوضاعها ـ ولم توضع حدود عليا للدخول المتجاوزة، ولم تستطع الزيادات المتواضعة فى المعاشات الضعيفة أصلا أن تحسن أوضاع أصحاب المعاشات ولم تحدث مؤشرات لبدايات لتراجع فى الأسعار رغم ما أعلن عنه من تراجع فى معدلات التضخم نحو 1.2 فى متوالية شهور ثلاثة وفق بيانات البنك المركزى وجهاز الإحصاء وبما أعاد تأكيد عجز الحكومة عن الرقابة على الأسواق والتجار واستمرار جماعات التحكم فى الاستيراد. وما يقال عما أدت إليه ضريبة القيمة المضافة من زيادة أخيرة بنسبة 14% أدت إلى زيادات جديدة فى الاسعار فى وقت يغيب فيه تطبيق القوانين رغم ان عمرها عشرات السنين ومازالت كما هى رغم ماطرأ على الحياة من تغييرات جوهرية!! وللأسف يبدو لامكان له تساؤل عن غياب دور من أهم الادوار التى كان من المنتظر أن يبادر ويسارع إليها مجلس نواب جاء بعد ثورتين ـ 25 يناير و30/6 ـ من تنقية التشريعات التى عفا عليها الزمن وماشرع منها وقنن الفساد الذى يخوض جهاز الرقابة الادارية المحترم حربا لا تقل خطورة عن الحرب على الارهاب.
غاب عن مجلس النواب أيضا القيام بمراجعات وتقييم وحساب جاد لأداء الوزراء ومؤسسات الدولة والبحث عن وزراء منذ تعيينهم فى وزاراتهم لم يتم العثور على أثر لهم أو فعل له قيمة بعد ذلك!! بالمناسبة ماذا جرى فى قضية القمح بعد التحقيقات الجادة التى قامت بها لجنة الزراعة بالمجلس.. وماهى الأرقام الحقيقية لزيادة الانتاجية فى مجالات الصناعة والزراعة تؤهلنا لمشاركات حقيقية فى التجمعات الاقتصادية وتترجم ما لم يتوقف الاعلان والحديث عنه عن مشروعات. ولماذا يشكو كثير من الشباب الصغير أن قدراتهم المادية المتواضعة لاتتلاءم مع ما تتطلبه المشاركة فى الشركات الكبرى فى مشروع المليون فدان؟!!
وما هو السر فى التزام المجلس الصمت فى قضية أموال مصر المنهوبة والمهربة والتى تضاربت واختلفت اموال ملياراتها ولماذا لم تستدع للمساءلة اللجان العديدة التى انفقت الملايين لتقصى ما وصلت اليه أحوال هذه الأموال والتى قاربت سويسرا من رفع الحظر عليها بسبب ما أشارت اليه من تخاذل الأجهزة المسئولة عن استصدار مايسمح للمصريين باسترداد هذه الأموال التى هى جزء متواضع قياسا الى حقيقة مانهب وسرق منهم فى الوقت المطلوب منهم، أن يواصلوا التحمل والصبر مع الظروف التى تزداد صعوبة عليهم رغم آفاق الأمل المتوقعة لكثير من إنجازات الغاز والبترول والمناطق الاستثمارية وإحياء المناطق الصناعية فى الصعيد ـ وفى المثلث الذهبى وشرق القناة وعودة الحياة تدريجيا الى السياحة بمشيئة الله، ومايقال عنه عودة الحياه للمصانع المتعثرة علاوة على المصانع الجديدة والصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر... أين.. أين انعكاس أو بدايات انعكاس هذه الإرهاصات أو البشائر على حياة المصريين الاكثر استحقاقا لالتقاط وبداية جنى بعض معطيات الأمل والراحة والثقة والاطمئنان؟!
خلال عشرات السنوات الماضية أديرت واستثمرت مقدرات المصريين وثرواتهم الطبيعية وماحبا الله أرضهم بها وخصخصت ومصمصت قلاعها الصناعية وجرفت أخصب اراضيها واستبدل الزرع بالطوب الاحمر لصالح عصبة أو عصابة الحكم والرأسمالية المتوحشة لذلك فمحذور من أهم محاذير المصريين الآن ومخاوفهم فى إدارة الحاضر والمستقبل أن تنجح محاولات من اختطفوا الماضى فى اختطاف الحاضر والمستقبل.. يتطلعون أيضا ألا تظل نار تكلفة الحياة مشتعلة فى الطبقة المتوسطة التى انضمت إلى الجموع والملايين تحت خطوط الألم والعوز.
نعم يحب المصريون بلدهم وعلى استعداد للتضحية من أجلها بكل شيء ـ حتى استشهاد أبنائهم يعتبرون سلامة بلدهم أعز وأغلي.. المصريون صادقون فى محبتهم وتضحياتهم وصبرهم، لذلك فالعدالة فى ادارة مقدرات وثروات ومؤسسات ومصالح المواطنين إدارة رشيدة وكفء محورها وقلبها ونقطة ارتكازها أن من دفعوا أقسى وأصعب الاثمان لتعبر بلادهم وتنتصر على كل ماخطط ومازال لإسقاطها واستكمال مخططهم الشيطانى للمنطقة ـ كيف يبدأون فى التقاط أنفاسهم وكيف لايعاود من اعتادوا اقتناص ما تمتليء به مصر من إمكانات وقدرات وآفاق للأمل أن يواصلوا اختطاف حقوق الحياة والأمان والعدالة منهم؟!
< اكرر الدعوة والنداء الذى وجهته من قبل عدم خيانة الدم الزكى للشهيد الذى يواصل التضحية بالروح والحياة، بينما هنا بالداخل هناك من يواصلون الاداء المتراخى والمقصر واللامبالى فى أغلب القضايا التى تجيب احتياجات الجموع والملايين وتوفر القوة والسلامة والاستقرار للظهير الشعبى لهؤلاء الأبطال الأحياء بيننا على جميع خطوط الدفاع والأحياء عند ربهم يرزقون.