الأهرام
ايناس نور
عين على الأحداث - كردستان وكاتالونيا
يستشف من خطاب ألقاه جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية يوم الخميس عن حالة الاتحاد وكذلك التصريحات التى أدلى بها لقناة «يورونيوز» عدم معارضته لتجدد مطالب أقاليم ومناطق أوروبية بالاستقلال والانفصال .وأشار إلى أن ليس بوسعه أن يقول للمواطنين الراغبين فى ذلك أن عليهم ألا يقدموا على هذه الخطوة .

وفى رده على سؤال بشأن استفتاء إقليم كاتالونيا الإسباني حول الانفصال والمزمع عقده فى أول أكتوبر، قال: لو اختار المواطنون الانفصال فسنقبل الأمر،ولكن لن يكون بوسع كاتالونيا أن تتمتع تلقائيا بعضوية الاتحاد الأوروبى، بل سيطبق عليها نفس شروط الدول التى انضمت للاتحاد بعد عام 2004.

النزعة القومية فى دول الاتحاد الأوروبى تعالت بشكل كبير إبان الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008 .

وهناك إلى جانب إسبانيا دول أخرى تنزع أقاليم ومناطق بها للانفصال فى إيطاليا وفرنسا وبلجيكا والدنمارك،بل وفى ألمانيا هناك تيار متنام بولاية بفاريا يتطلع للاستقلال عن ألمانيا ،وتحمل الولاية حاليا شعار «دولة بفاريا الحرة».

النزعات الانفصالية لا تقتصر على منطقتنا فيما شهدناه من اعتزام كردستان العراق إجراء استفتاء فى 25 سبتمبر حول الاستقلال عن العراق، وهو ما سارعت تركيا بإعلان معارضتها الشديدة له تحسبا لتداعيات ذلك على الأكراد لديها.وفى الوقت الذى تسعى أقاليم بدول أوروبية للانفصال، تتعشم تركيا فى الانضمام إليه،وهو الحلم الذى تباعدت سياسة الرئيس أردوغان عن تحقيقه.

كردستان وكاتالونيا تباعد بينهما المسافات، لكن تجمعهما ظاهرة الرغبة فى الاستقلالية وإدارة شئونهما بالأسلوب الذى يحقق طموحات مواطنيهما. قد يكون ذلك جرس إنذار لدول الأقاليم الأخرى لتلتفت لمطالب سكانها حتى لا يتمسكوا برفع راية الاستقلال،وهو ليس بالحل السهل ، لكنه يكون تعبيرا عن اليأس من الوضع القائم .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف