محمد عبد الواحد
الخروج عن الصمت - من يقتل السوس؟
من أراد أن يتمتع بالشئ فليعتن به، فكلما زاد اعتناؤك به عاد عليك بالفائدة، فكم من حدائق غناء اهتم أصحابها بجني ثمارها دون الاهتمام بالشجر والاعتناء به،فإذا نقص ثمارها بحثوا عن السبب وهنا تبكي حزينة من عدم الاعتناء وقد زاد مرضها فأصبح الدواء محالا. قس علي ذلك غرف وصالونات زينوها لتواري سوأة ما فيها، هويعلم جيدا أن الخشب قد عرف السوس الطريق إليه وبدلا من العلاج ظنا منه أن الأمر هين ولا داعي من إثاره القلق حوله فقد تهرب زبائنه. فزاد في التفنن في الطلاء لبيع الشئ دون علاج ودون أن ينكشف أمره. ماهرب منه اليوم ظل يلاحقه مدي الحياة بعد أن انكشف الأمر وعلم الرجل أن ما اشتراه معاب مكسو بطلاء زائف ونخر السوس جسده حتي اتي عليه. بعد الاسهاب في الشرح اقول هكذا حال الإنسان في أي منصب تقارير جوهرية تؤهله للقيادة. دون الكشف في تاريخ هذا الفتي اوالفتاة وكيف جمع ثروته. ثم نتركه يتولي الأمر فإذا بالسوس ينخر في الجسد لتظهر الرقابة الادارية يوما بعد يوم سقوط أجساد قد نخر السوس فيها وأظهر عوراتها وظلت تلاحقها امراضها حتي بعد أن أعدت الحملات لتبرئتها. مصر تحتاج الكثير من أبنائها كي تعود اليها قوتها وعافيتها مصر تحتاج أن نرعي هذه النواة جيدا حتي تؤتي بثمار جيدة. تعاملوا مع التفاصيل لا الشعارات ولا المتاجرة بها حاسبوا المسؤول اولا بأول وتابعوا انجازاته واعلموا أن من يعمل لا يحتاج هالة من الإعلام تصفق له. إنجازاته علي أرض الواقع خير دليل. من يتولي أمرا ولم ينجز فيه فلا داعي لاطالة أمد الكرسي فهو لايعلم متي يتركه فيها حتي يتفشي أمره أو يتوحش أو يعرف طريق المصالح. حصنوه بالمتابعة والثناء علي جهده اذا أتقن عمله وبالمدح اذا اكتشف بؤرا من الفساد تراعها ذمم خربة.