اليوم السابع
ماجدة ابراهيم
عقدة الخواجة.. وحلم كأس العالم
قلوب المصريين الضعيفة تتعلق بالحلم الذى لا يتحقق.. فتحقيق الحلم لا بد أن يكون له مقوماته وعناصره التى تعطيه قوة الدفع، لكى يصبح واقعا ملموسا، كنت فى المرحلة الجامعية فى مقتبل العمر، ولحسن حظى كنت من الجيل الذى شهد دخول فريقنا القومى لكأس العالم عام 1990.

أذكر كما كانت الحقيقة جميلة مبهجة مجرد الدخول إلى كأس العالم لدولة مثل مصر، فهو حدث لا يتحقق كثيرا، والآن وبعد 27 عاما من المحاولات الفاشلة للوصول لكأس العالم 2018 فى روسيا، ماذا جهز الفريق القومى لمصر حتى يستطيع الوصول لحلم كأس العالم؟
أفكار تبدو مضحكة ما نراه فى حملة ما تقاطعش التى تقودها إحدى شركات المحمول.

واستخدام الكف كتعبير عن الحسد.. وكأننا سنحسد أنفسنا على التفوق الكروى منقطع النظير.

ولا الدول العربية الشقيقة هتدينا عين تجعلنا نفقد الصدارة؟
لا أدرى هل يعقل أن تصل بنا الأمور إلى هذه الخرافات؟ دى كانت بلد مثل البرازيل ولا ألمانيا ولا غيرها من الدول التى دخلت وبل حصلت على كأس العالم هى الأولى بالحسد.

أين عنصر التقصير؟ أين محاسبة مدرب المنتخب عن خطته التى دائما غير موجودة؟
فهو يلعب بهذا الفريق ويفوز فوزا هزيلا برضا الوالدين ودعوات شعب مصر لا أكثر ولا أقل.
أليس هذا الأمر يدعو للحسرة؟
نعم فريقنا القومى مملوء بنجوم كبار احترفوا وقدموا صورة مشرفة عن المصريين فى كثير من دول العالم، ولكن هل هذا يكفى؟
أتذكرون فريقنا القومى الذى كان فيه بركات وأبوتريكة وعماد متعب وغيرهم، لم يدخلوا كأس العالم، وهذا الفريق من وجهة نظرى المتواضعة كان من أهم الفرق التى كونت منتخبنا القومى، فالتناغم والانسجام كان واضحا جليا وقتها.

تابعت مبارايات التأهيل لكأس العالم، فلم أجد سوى فريق لا يعرف أحد عن الآخر شيئا إلا اسمه.
لم أشعر بوجود اللاعب الننى ولا رمضان صبحى ولا تأثير لكهربا، فقط لعب وعزف منفرد من اللاعب الموهوب محمد صلاح.. فهل هذا يكفى؟ أن يراهن فريق قومى لكرة القدم يسعى للتأهيل لكأس العالم مع فرق لا أعتقد إلا أنها بالتأكيد هى الأضعف بمراحل مما سنقابلها بإذن الله فى روسيا.

وأتساءل للمسؤولين عن المنتخب ماذا ستفعلون فى روسيا إذا قدر الله وتأهلتم؟
هل ستلعبون بنفس الطريقة العقيمة والأداء البارد وكل نجم فى واد؟
أدرك جيدا أن هؤلاء النجوم يخافون على أنفسهم من الإصابة، فالإصابة تعنى خسارة مادية.. وأتوقع بالطبع أن إدارة المنتخب فى حالة تأهل المنتخب لنهائيات كأس العالم فى روسيا ستحتفظ بالمدرب الهمام كوبر، وأنا أعتبر نفسى لا أفهم فى خطط المدربين ولا فى تقييمهم، لكننى مشجعة قديمة ومتابعة جيدة لكرة القدم.

كوبر لا يصلح حتى لتدريب فريق الناشئين فى إحدى مدارس الأقاليم، ولا أدرى ما هى الرؤية للإبقاء عليه، ربما يكون له تاريخ فى عالم كرة القدم أنا لا أعرفه، لكن كل ما أعرفه هو الأرقام والنتائج، والحقيقة النتائج محبطة إلى أقصى الدرجات.

وأتساءل لماذا الاستعانة بمدرب أجنبى؟ أليس المدرب محمود الجوهرى وهو مصرى حتى النخاع من قاد الفريق القومى عندما كان مدربه عام 1990 لدخول كأس العالم؟
كذلك المدرب القدير المحترم حسن شحاتة الذى قاد فريقنا القومى فى عدد ضخم من البطولات الأفريقية، وكان له دائما رؤيته فى الملعب واضحة.

لماذا تتحكم فينا عقدة الخواجة.. ذلك الخواجة الذى يترجم كل شىء بالعملة الصعبة ونحن نمر بظروف اقتصادية سيئة.
نحتاج إلى كل وسيلة لتوفير النفقات، ولا هذا الخواجة هيتحمل معانا ظروفنا الصعبة.
نداء إلى كل مسؤولى الكرة فى المنتخب القومى، فكروا جيدا إذا كتب لفريقنا القومى الوصول لكأس العالم ألف مرة قبل أن تكملوا المسيرة بهذا الكوبر.

وأعتذر إذا كنت قد قلت رأيى بصراحة، فهذا الرأى لا ينتقص من أمر المدرب كوبر شيئاً.. فله منى كل التقدير والاحترام، لكن مصلحة فريقنا القومى ومصلحة بلادنا فوق كل اعتبار.

فدعوة حقيقية من القلب، أن نبحث بين صفوف مدربينا عمن يتحمل مسؤولية تدريب فريقنا القومى، والرجال فى مصر كثيرون، لكننا نحتاج إلى اختيار الطريق الأصعب، بدلا من الحلول السهلة، وربنا معانا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف