على فاروق
بالمرصاد - أخطر مشكلة .. تخنق المصريين !!
نشكو جميعاً من تراجع الإنتاج وتدني مستوي الأخلاقيات وارتفاع معدلات الجريمة وعدم توافر المناخ المناسب لجذب الاستثمارات في القاهرة عاصمة البلاد وفي رأيي أن السبب الأول وراء كل ذلك هو الزحام الذي يخنق المصريين!!
القاهرة التي كان يسكنها 5 ملايين مواطن فقط أصبح يعيش بها أكثر من 20 مليوناً.. وتحولت الفيلات التاريخية التي كانت تتميز بها إلي أبراج سكنية شاهقة.. واختفت الحدائق والنافورات وتحولت الأحياء إلي كتل خرسانية قبيحة الشكل وانتشرت المناطق العشوائية في كل أنحاء العاصمة.
حدث هذا نتيجة الإهمال والفساد الذي ضرب المحليات علي مدي الـ 40 عاماً الماضية.. وأوصلنا إلي ما نحنا فيه حتي الآن.
صدرت مؤخراً دراسة عن البنك الدولي تؤكد خسائر مصر من الزحام المروري تصل إلي 50 مليار جنيه سنوياً وأنه من المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلي 130 ملياراً بحلول عام 2030.
قال المستثمر السعودي الكبير المحب لمصر والمصريين الشيخ صالح كامل إنه جاء لحضور مؤتمر للمستثمرين في مدينة أكتوبر ووصل إلي القاهرة قادماً من جدة السعودية في ساعة واحدة.. بينما ذهب إلي أكتوبر في 3 ساعات!!
ولاشك أن أغلب موظفي الحكومة يعانون كثيراً في الذهاب إلي أعمالهم في ظل الزحام المروري وكان من الطبيعي أن ينخفض إنتاج هؤلاء الموظفين والعمال بصورة كبيرة في هذه المعاناة اليومية!!
بالطبع هذه المشكلة لا تعاني منها العاصمة فقط ولكنها موجودة في كل عواصم المحافظات.. والسبب أننا نعيش في مساحة تتراوح ما بين 7 إلي 8 في المائة من المساحة الفعلية للبلاد بينما ما يزيد علي 93% من أرضنا صحراء جرداء لا حياة فيها!!
وعندما تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي أدرك بذكائه وحكمته أن مشكلة الزحام هي أخطر مشكلة يعاني منها المصريون وتضرب الاقتصاد في مقتل وتتسبب في خسائر هائلة و تساهم في زيادة معدلات الجريمة وتدني المستويات الأخلاقية في الشارع.. ولذلك كان حريصاً علي إقامة العاصمة الإدارية الجديدة لتكون بها مقار جميع الوزارات ومؤسسات الدولة علي رأسها مقر رئاسة الجمهورية ومقر رئاسة الوزراء ومقر مجلس النواب.
ورغم المعارضة الشديدة من حزب أعداء النجاح علي إقامة العاصمة الجديدة.. بدعوي أن المصريين لا يريدون سوي "الأكل والشرب فقط" إلا أن الرئيس كان حاسماً ومصراً علي إقامة العاصمة الإدارية وجذب الاستثمارات إليها من مختلف دول العالم.
وفي العام القادم إن شاء الله سيتم افتتاح المرحلة الأولي من هذا المشروع القومي العملاق في ملحمة بطولية عظيمة نفخر بها جميعاً.
لقد تم إقامة المشروع العملاق علي مساحة 168 ألف فدان وهي تعادل مساحة دولة سنغافورة وتبلغ مساحة حديقة العاصمة حوالي 8 كيلو مترات وهي أكبر مرتين ونصف من الحديقة المركزية في نيويورك و6 مرات من حديقة هايد بارك الشهيرة في العاصمة البريطانية لندن ويهدف المشروع إلي جذب حوالي 7 ملايين نسمة في المرحلة الأولي فقط التي تبلغ مساحتها 10 آلاف فدان.
وقد تم منذ أيام قليلة البدء في إقامة الحي الحكومي الذي يتضمن 18 مبني وزارياً ومبني البرلمان ومبني لمؤسسة الرئاسة ومبني لمجلس الوزراء وتقوم بإنشائه شركة وهي من أكبر الشركات الصينية والعالمية.. وهناك شركات إسبانية أعلنت عن مشاركتها في المشروع الضخم باستثمارات تبلغ حوالي 2 مليار جنيه هذا العام من خلال إنشاء مشروع سكن عمراني فاخر علي مساحة 250 ألف متر مربع.
وسيتم ربط العاصمة الجديدة بخط سكة حديد مع شبكة سكك حديد مصر كما سيتم تنفيذ مشروع القطار المكهرب الذي سيربط مدينة العاشر من رمضان وبلبيس بالعاصمة الإدارية.. كما أن مقر مجلس النواب الجديد سيضم قاعة رئيسية تتسع لـ 1000 نائب.. ومن المقرر الانتهاء منه خلال عامين.
هذا المشروع القومي العملاق ـ في رأيي ـ سيقضي علي أخطر مشكلة يعاني منها المصريون وتخنق الملايين في الشوارع وهي مشكلة الزحام لأن نقل موظفي الوزارات ومؤسسات الحكومة والبرلمان والمترددين عليها سيؤدي إلي تخفيف الضغط بصورة كبيرة علي مرافق القاهرة.. ويكفي أن نعلم أن مجمع التحرير وحده يتردد عليه يومياً ما يزيد علي 100 ألف مواطن لقضاء مصالحهم.
ولكن يبقي علي الحكومة أن تستعد من الآن لخطط نقل الموظفين للعاصمة الإدارية الجديدة خلال فترة لن تزيد عن العامين وتوفير الشقق السكنية اللازمة لهم وكذلك المدارس والخدمات المختلفة حتي يتحقق الهدف من إقامة هذا المشروع القومي العملاق.
الرئيس السيسي يسعي إلي زيادة المساحة التي يعيش عليها المصريون من 7% إلي 23% خلال السنوات القليلة القادمة.. وسيكون بالفعل إنجازاً هائلاً لم يتحقق طوال تاريخ مصر العريق الذي يمتد إلي أكثر من 7 آلاف عام.
علينا أن نستمر بكل قوة في إقامة مشروعاتنا القومية الكبري ولا نلتفت إلي حزب أعداء النجاح الذين يعارضون من أجل المعارضة فقط وهم يذكرونني بالمعارضة الشديدة التي تعرض لها مشروع إنشاء كورنيش الاسكندرية في ثلاثينيات القرن الماضي لأنه تكلف 300 ألف جنيه.. وكان يعد مبلغاً هائلاً في هذا الوقت إلا أن الحكومة أصرت علي تنفيذه وأصبح أهم معالم الاسكندرية.
علينا أن ننظر إلي الأمام ونستفيد من التجارب الناجحة للآخرين.. وخلال شهور قليلة نحتفل بافتتاح المرحلة الأولي من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة.
الخير قادم قام بإذن الله