اشرف ابو الهول
كلام جد البيان الذى لم يفاجئنى
فى مفاجأة من العيار الثقيل لمعظم الناس أعلنت حركة حماس فجر أمس عن حل اللجنة الإدارية فى قطاع غزة، وتمكين حكومة التوافق من ممارسة مهامها فى القطاع واجراء الانتخابات العامة، والاستجابة لدعوة مصر باجراء الحوار مع حركة فتح والاتفاق على آليات التنفيذ فوراً، وهو ما القى بالكرة فى ملعب حركة فتح والسلطة الفلسطينية وجعلها ملزمة بالرد الإيجابى السريع وإلا فإن الجميع سينظرون إليها على أنها الطرف المعطل لجهود المصالحة الفلسطينية ..
والحقيقة أننى لم أندهش من موافقة حماس على المطالب الأربعة السابقة رغم تشاؤم الكثيرين بسبب كثرة التجارب الفاشلة والاتفاقات التى لم يتم تنفيذها لاقتناعى بأن حماس تتغير بالفعل، وأنها أصبحت أكثر براجماتية وتخلت عن رؤيتها الرومانسية التى أرجعت الشعب الفلسطينى عشرات السنين للوراء، وأوضحت موقفى هذا فى مقالى الأسبوع الماضى فى نفس المكان تحت عنوان «حماس تصل لسن النضج » . ولأن حماس قالت فى مقدمة بيان موافقتها على المطالب الأربعة انها جاءت «استجابة للجهود المصرية الكريمة، بقيادة جهاز المخابرات العامة المصرية والتى جاءت تعبيراً عن الحرص المصرى على تحقيق المصالحة الفلسطينية » فلابد هنا أن نذكر الحملة الشرسة التى شنتها بعض الأقلام فى الإعلام المقروء والمرئى والمسموع ضد مصر خلال الأسابيع الماضية متهمة إياها بتكريس الانقسام الفلسطينى لمجرد استضافتها وفودا من حماس على أراضيها مؤخرا، وكذلك لمباركة المصالحة التى تمت بين حماس والتيار الإصلاحى فى فتح بقيادة النائب محمد دحلان رغم أن كل الشواهد كانت تدل على أن ذلك يتم تمهيدا للمصالحة الفلسطينية الشاملة، فشكرا لرجال مصر الذين يعملون فى صمت وفى اقسى الظروف وتحت القصف النيرانى المكثف من إعلام المرتزقة والجهلة والمغرضين .