الأخبار
جلال دويدار
خواطر - مبروك.. المصالحة الفلسطينية ولا عـــزاء .. لإسـرائيل المحتلـة
إقدام حركة حماس التي تسيطر علي قطاع غزة علي اعلان حل لجنتها الادارية التي كانت تدير القطاع بعد انقلابها علي حكومة رام الله الشرعية.. يعد خطوة وطنية جريئة تصب في صالح القضية الفلسطينية.. وفقا لما أعلنته الحركة فجر أمس فإن هذا القرار جاء استجابة للجهود المصرية التي لم تمل ولم تكل من أجل تحقيق هذا الهدف. إن ما تم التوصل إليه متمثلا في هذا الاجراء ـ كبداية ـ يؤكد ويثبت تمسك مصر ـ في اطار تضحياتها بالكثير من أجل القضية الفلسطينية ـ بكل ما يمكن أن يساهم في الحفاظ علي الحقوق الفلسطينية ويمهد الطريق أمام التسوية السياسية العادلة لهذه المشكلة التاريخية المأساوية.
لا جدال أن وحدة وترابط القوي الوطنية الفلسطينية تعد إحدي أهم ركائز الجهاد والكفاح من أجل الانتصار لحقوق وطنها السليب. لا يخفي علي أحد أن تشرذم وصراع هذه القوي كان يحظي بتشجيع ورعاية الدولة المحتلة اسرائيل. يأتي ذلك باعتباره يشغل هذه القوي عن قضيتهم الاساسية واستهلاك واستنفاد قواها في الصراعات والجدل العقيم الذي لا عائد من ورائه سوي مزيد من الضياع للحقوق المشروعة. كل التحليلات اكدت ان انفصال قطاع غزة عن سلطة حكومة الدولة الفلسطينية في رام الله كان عاملا فاعلا في إضعاف سعي الفلسطينيين نحو إقامة دولتهم المستقلة.
إن الانجاز الذي حققته المخابرات المصرية بالصبر والمثابرة والمسئولية سوف يساهم في إسقاط مبررات وحجج اسرائيل بعدم القبول بحل الدولتين الذي يلقي دعم وتأييد المجتمع الدولي. اتفاق المصالحة الذي تم التوصل اليه يتضمن عدة خطوات تشمل اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية علي كل الارض الفلسطينية وتشكيل حكومة وطنية.. وفق ما تضمنه اتفاق القاهرة عام ٢٠١١ بحضور كل القوي الفلسطينية. ما تم الاتفاق عليه خلال الأيام الأخيرة يتضمن رفع حماس يدها عن ادارة القطاع وتسليم هذه المسئولية لحكومة رام الله.
بدء تفعيل كل هذه الخطوات يعني انهاء معاناة الشعب الفلسطيني من ويلات الحصار الاسرائيلي من خلال الفتح الدائم لمعبر رفح منفذهم الي العالم الخارجي. كما هو معروف فإن الاتفاقيات الدولية تقضي بإشراف حكومة رام الله علي الاشراف وإدارته من ناحية الجانب الفلسطيني الحدودي. في هذا الشأن فإن مصر ومن واقع مسئولياتها كانت تواظب علي فتح هذا المعبر من وقت لآخر للتسهيل علي الفلسطينيين وتقديرا لظروفهم الصعبة. من المتوقع وفي إطار ان يؤدي تضامن القوي الفلسطينية إلي فتح الطريق امام الدولة الفلسطينية لمزيد من النجاحات والانتصارات علي الساحة الدولية.
من المؤكد أن تحقيق المصالحة الفلسطينية سوف يدفع بالقضية الفلسطينية إلي مزيد من التقدم في مواجهة صلف وعناد الاحتلال الاسرائيلي الذي كان يلعب دائما علي استمرار التمزق والخلافات الفلسطينية . في نفس الوقت فإن هذا الإنجاز وبعد تنفيذه سوف يعظم من اجراءات تأمين سيناء ويؤدي إلي محاصرة فلول التنظيمات الإرهابية التي وهنت قواها تماما نتيجة الضربات الموجعة من جانب قواتنا المسلحة ورجال الشرطة في إطار حربها البطولية ضد الإرهاب.
ليس هناك في مناسبة إعلان هذه المصالحة الفلسطينية سوي أن نقول للفلسطينيين وكل العرب مبروك ولا عزاء لإسرائيل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف