المصريون
على القماش
في مأساة بورما .. ليس من قرأ مثل من سمع أنين الضحايا
في رحلتنا للحج صادفنا أكثر من سائق تاكسي من بورما .. تبادلنا الحديث فأكتوينا معهم بمأساة تفوق أي قدرة على التحمل.
وصف كل منهم كيف نجا بعد أن فقد عائلته أو تشتت أفرادها بصورة يصعب رؤيتهم لبعض ثانية خاصة مع تكاليف الحياة.
فالبوذيون يرمون الأطفال في النار مثلما ترمى الفراخ للشوي .. الرجال يقتلون بالرصاص .. الفتيات والنساء تغتصب قبل القتل .. متوسط القتل تجاوز عدد الستين ألف في شهر واحد
لم يكن أمامهم إلا خيار الهرب .. وأقرب الحدود بنجلاديش ، ولكن يفصل بينهما نهر متسع جدا أشبه باتساع النيل عند بعض مناطق أسوان، وكثيرا لا يكون أمام الهاربين وسيلة من الفرار سوى العوم ، ولا يستطيعون المواصلة فيغرقون وسط المياه وهو أهون كثيرا من الموت حرقا.
بنجلاديش أعلنت أكثر من مرة أنها لا تستطيع قبول الفارين لأنهم دولة فقيرة وليس أمام قوات أمنها سوى رميهم بالرصاص .. أي الفار من القتل بالحرق مصيره القتل غرقا، أو القتل بالرصاص.
روى بعضهم بالتفصيل ما حدث لأفراد أسرته حتى تمنينا عدم السرد لعدم قدرتنا على تصور حجم المأساة . والتي دخلت دائرة السواد مع القرارات السعودية الأخيرة بفرض رسوم مضاعفة على المغتربين، ورسوم كبيرة على السيارات وهو ما يعجزهم عن المقاومة والحصول على ما يقتاتون معه في وقت يستحيل عودتهم إلى بلادهم
اثنوا كثيرا على الرئيس التركي أردوغان بأنه كان شجاعا وذهب هو وزوجته، وقال لحكام بنجلاديش لا ترجعوا الفارين وسندفع لكم كل ما تريدوه حتى لو كان ثمن شربة ماء.
اثنوا كثيرا على رئيس السودان وقالوا إن السودان منح نحو 50 ألف الجنسية السودانية مع الإعفاء التام من مصاريف التعليم.
( أرجو من أي صاحب تعليق ألا يجرنا إلى انتقادات لحاكم تركيا أو السودان ، حديثنا عن موقف محدد ، ويستحق الإشادة حتى لو كانت في بلادهم أخطاء قد تشبه نوع من الإبادة ! )
تحدثوا عن دور الأزهر بخجل بأنهم سمعوا عن إصدار بيانات ، ولكنهم كانوا يطمعوا في مواقف أكثر من هذا ( لا اعرف هل يحصل منهم الأزهر على مصروفات التعليم في هذه الظروف ؟! )
يلاحظ أن أول من بدأ طلب تحرك مجلس الأمن موريتانيا والسويد !
نعم مصر تحركت أخيرا في مجلس الأمن حتى لو جاء التحرك بعد هلاك أعداد من البشر تفوق الخيال
ولكن إذا كانت مصر عرضت على العدو الإسرائيلي المساعدة عندما شب حريق كبير العام الماضي أليس من الأولى أن يفتح الأزهر باب التبرعات لهذا الشعب المنكوب ؟!
ألا يجب على الأزهر الذي ناصر البوذيين باسم التراث والإنسانية ووسّط شيوخ وعلماء عندما شرعت "طالبان" بهدم تماثيلهم أن يخاطبهم بانتفاء إنسانيتهم ؟
إن ما يفعله هؤلاء بالمسلمين هناك لم يحدث من أي مختلف على عقيدة المسلمين، والعالم يضم مليارات الملحدين ممن لا ديانة لهم أو يعبدون البقر والسمك وغيرها، ولكنهم لم يقوموا بمثل هذه الإبادة التي لم نسمع عن مثلها سوى من فرعون أو في الأخدود من حرق واغتصاب وقتل.
نسال الله أن يكون مصيرهم ومصير من يسكت على هذا الظلم مثل مصير جنود فرعون "ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون"
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف