اسماعيل حلمد
مونك فيراتو ... الراهب السفاح
لاتزال جرائم الإبادة ضد مسلمي الروهينحا دون نهاية ... والمؤلم انها قد تبقى هكذا طالما ظل رد الفعل المخزي من جانب المجتمع الدولي ... وكذلك سلبية الموقف الإسلامي حكومات وشعوب حول ما يحدث. إن ما نشاهده في بورما من جرائم صادمة تشكل دونما ريب انتهاكات صارخة تشهد على واحدة من أبشع جرائم الإبادة التي عرفها التاريخ. ومن المؤكد أن أهم أسباب هذه الحملة الإجرامية التي يقوم بها البوذيون تلك الفتاوى التي أصدرها الراهب البوذي المدعو (مونك فيراتو) ... وهو أشهر الرهبان البوذيين في بورما. وهذا الراهب السفاح له كلمة مسموعة في الأوساط الشعبية وكذلك له سطوة قوية في دوائر السلطة والحكم في هذه البلاد. وينتظر عوام البورميين دروسه ليسمعوا ما يقوله من أكاذيب وتحريض ضد مسلمي الروهينحا وهم على قناعة بأن ما يقوله الحق المطلق ومن ثم صارت رغبات هذا الراهب السفاح واجبة الطاعة. وفيراتو هو صاحب الفتاوى التحريضية ضد الروهينحا ووجوب طرد المسلمين. ومن المعروف عن هذا الراهب انه يكره الإسلام كراهية لاحدود لها وهو على قناعة بأن هذا الدين يشكل خطرا داهما على الديانة البوذية وهو يرى ان الإسلام يشكل تهديدا لهوية بورما البوذية. وعلى جانب اخر يخشى هذا السفاح كغيره من الرهبان البوذيين على بلادهم من المسلمين وأن وجودهم سوف يؤدي إلى تحول بورما إلى بلد إسلامي بعد عدة سنوات. ولاتزال صورة بعض الدول الآسيوية خاصة ماليزيا واندونيسيا تشكل كابوسا مفزعا لسفاحي بورما لاسيما رجال الدين البوذي. خاصة وأن القانون في بورما كان لايمنع الزواج المختلط بين المسلمين والبوذيين. وهذا الزواج في نظرهم قد يؤدي في يوم من الأيام لحدوث تغير ديموجرافي جذري في بورما ومن ثم تزيد نسبة المسلمين مقارنة بالبوذيين ثم تصير بلادهم دولة مسلمة. تلك بعض الهواجس الخبيثة لدى سفاحي بورما. وهو ما يشير إلى أي مدى يخاف الرهبان البوذيون من الإسلام وأنهم مرعوبون من قوة هذا الدين الروحية التي تخترق القلوب. ولذلك قاد فيراتو السفاح توجهات علنية مناهضة للمسلمين ولوجودهم في بورما وأعلن سرا وجهرا أنه لابد من طرد المسلمين من هذه البلاد بكل الوسائل ... ولو بالقتل وسفك الدماء وهو ما نشهده اليوم بأبشع مما يتصوره المرء. هذا رغم ان مسلمي الروهينحا يسكنون أرضهم داخل إقليم اراكان وهو الإقليم الذي احتلته بورما منذ عدة قرون وضمته بعد ذلك لحدودها. ولسنا نشك أنه لم يكن أمام أي حكومة في بورما سوى تنفيذ رغبة الراهب السفاح واقرانه للحفاظ على وجود هذه الحكومة منذ عدة عقود. وهي ذات السياسة الدموية التي سارت عليها رئيسة بورما الحالية. وعلى هذا تقود الحكومة البورمية سياسة التطهير وتصفية الوجود الإسلامي من بورما بشكل منظم وممنهج ... وحسبنا الله ونعم الوكيل ...