المصريون
على القماش
قبل أن تطل فتنة " تونس" من صفحات "الأهرام"
بعد أن نشر الأهرام مقال لكاتب تونسي يدافع فيه عن قرار رئيسه بما منحه للمرأة مؤخرا من حرية المواريث والزواج من غير المسلم .. نشرت الجريدة مقال كبير وعلى مساحة واسعة لأحد كتابها يتبنى نفس الأفكار من منظور أن لفظ "المسلم" يشمل أيضا كل من اّمن من الديانات الأخرى، أي بالمعنى الأوسع بأن لمن أسلم وجهه لله .. وبالتالي يكون من حقه الزواج من مسلمة، وأن هذا يحل مشكلة اجتماعية بتعلق فتاة مسلمة بشاب من ديانة أخرى.
ورغم أنني ليس من أنصار إغلاق باب أي نقاش مادام في إطار العقل وحدود الاحترام ، إلا إنني أرى أن مكان مناقشة مثل هذه الموضوعات قاعات البحث التي تضم العلماء والمتخصصين، وليس من خلال جريدة يقرأها العامة، فينحرف بعضهم بالكلام ويعلن عن نتائج، وينسبها للجريدة وليس لصاحب الرأي.
كما أن الخطورة في دخول بعض الكتاب على الخط ليس من باب النقاش العلمي أو الفقهي، ولكن بما هو ظاهر للعيان من تاريخ كتاباتهم بما يضمرونه للنيل من الشريعة الإسلامية باسم الحرية، وهم لا يستطيعوا انتقاد رئيس أو حتى وزير تكسبوا من نفاقه !
أما عن الرد على هذا الكاتب وغيره ، فليس بخاف أن بيان علماء الأزهر عندما رد على دعوة الرئيس التونسي لم يفته مثل هذه المعاني التي حاول من خلالها الكاتب ترسيخ فكرته من جواز المسلمة من صاحب دين آخر ، وعلى الأقل فان المسلم يعترف بالديانات الأخرى ويؤمن بها ، بينما لا يلتزم صاحب الدين الآخر بالاعتراف بالدين الإسلامي والإيمان بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وسنته.
أما عن أن هذا الاتساع في معنى المسلم سوف يحل مشكلة تعلق فتاة مسلمة بشاب من دين آخر ، فانه على العكس سيزيد منها ويفتح أبواب للفتنة ، لإثارة ما هو مستقر عليه في النظام العام ، والمتعارف عليه منذ نزول الوحي ، كما أن عدد الحالات التي يفترض فيها مثل تعلق فتاة مسلمة بشاب من دين آخر ليس بظاهرة أو حتى شيئا يذكر ولا يصل إلى نسبة واحد في المليون حتى يكون مدخلا لسن قانون من أجله !
إننا نحذر الأهرام – والمعروف بتعبيره عن لسان الدولة – من أن تطل الفتنة من صفحاته فترتد الفتنة على الصحيفة وعلى الدولة
وكفى الله المؤمنين شر الفتنة
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف