المساء
فتحى حبيب
هل يرحل الفاشلون!!
المشكلات التي نعاني منها الآن ليست وليدة اللحظة كما يحاول المغرضون والمرجفون في المدينة وأنصار الإرهابية والحركات الثورية الفوضاوية وفضائيات الفتنة ترويج ذلك.. والحقيقة الدامغة أنها ميراث بغيض لسنوات حكم أنظمة سابقة استفحل فيها الفساد وتوغل بكل مؤسسات وقطاعات الدولة ـ وكان الناجي الوحيد مؤسسة القوات المسلحة العظيمة ـ وتعددت صور وأشكال هذا الفساد اللعين ما بين نهب وسرقة ورشوة وتخريب متعمد لشركات قطاع الأعمال وبيع معظمها وتعيين عديمي الكفاءة والخبرة في المناصب القيادية وتوريث الوظائف للأبناء والأقارب والنسايب حتي أصبحت العديد من المؤسسات والشركات عائلية وينطبق عليها الجملة الشهيرة للفنان خالد الصاوي "احنا أسرة مع بعضينا" في فيلم "الباشا تلميذ" .. ناهيك عن مصرع العديد من المواطنين حرقاً وغرقاً ونهب قلة ممن يسمون رجال الأعمال ثروات وخيرات البلاد ونشرهم الفقر والمرض والأوبئة في ظل استيرادهم أطعمة فاسدة.
ورغم معاناة المواطنين خاصة في الحصول علي خدمة صحية بالمستشفيات الحكومية وشربة ماء نقية غير ملوثة في ظل الصرف الصحي ونفايات وصرف المصانع بنهر النيل غير أن الآمال في مستقبل مشرق وأفضل تبدو أقرب للواقع.. فقط نحتاج إلي إرادة شعب ونحت في الصخر.. ولكن المثير للدهشة والغثيان تصريحات بعض الوزراء المحبطة.. وإلا ما معني أن يخرج علينا وزير الزراعة بتصريحات غير مسئولة بأن الوزارة عاجزة عن استرداد أراضيها علي الطريق الصحراوي وقيمتها 53 مليار جنيه حولتها مافيا وحيتان الأراضي إلي منتجعات سياحية وسكنية مبرراً ذلك بإحجام أصحاب الشركات المخالفة عن دفع مقابل تقنين هذه المخالفات.. انه كلام العجزة الذي يُثبط الهمم ويعطي إشارة سلبية للشعب بأن الفساد سيد الموقف.. وهذا الوزير وغيره من الوزراء والمحافظين ورؤساء مجالس الإدارات ما كانوا يستحقون تقلد هذه المناصب حيث ينقصهم الابداع وجرأة اتخاذ القرار والتخلص من الفكر الإداري العقيم.
يا وزير الزراعة والأجهزة المعاونة المسئولة.. أولاد مين في مصر هؤلاء المستثمرون الذين تعجزون عن ردعهم واسترداد حقوق الدولة التي نهبوها.. هل هم دولة داخل الدولة.. هل هم فوق القانون؟! تصريحاتكم الاحباط بعينه.
وعلي نهج وزير الزراعة يسير وزير الصحة.. تصريحات رنانة عن النهوض بالمستشفيات وتقديم أفضل خدمة طبيبة للمرضي.. وفي الحقيقة واقع المستشفيات مؤلم ولا يسر عدواً ولا حبيباً.. ولو كلف نفسه وترك مكتبه المكيف وتفقد العديد من المستشفيات لعرف وأدرك الإهمال الجسيم الذي عشش فيها وذُل المواطن المسكين للحصول علي عناية مركزة وتركه بالأيام يصارع الموت ـ وهو ونصيبه ـ ناهيك عن عدم توافر حضانات للأطفال.. حتي الشاش والقطن يطلبون من المواطن شراءه.. والمحزن أن الوزارة تخصص رقم تليفون للشكوي من أي مستشفي لا يقدم علاجاً للمواطنين ـ أي كلام والسلام ـ والناس بتموت علي أبواب المستشفيات !!
إن المرحلة الحالية تحتاج إلي وزراء ومحافظين ورؤساء مجالس إدارات ومسئولين في كل المواقع من فصيل المبدعين المقاتلين لأن الفكر الإداري القديم والعقيم الذي ظل يدير الدولة لسنوات طويلة لم يعد يصلح.. فهل يرحل كل مسئول فشل في الإدارة وتحقيق انجاز غير مأسوف عليه وحتي لا يكون عبئاً علي رئيس يسابق الزمن للنهوض بالبلد.
وأخيراً
كلمة الرئيس السيسي في افتتاح أعمال تطوير الترسانة البحرية بالإسكندرية خريطة طريق أخري جديدة لبناء مصر الحديثة.. فهل يكون الوزراء وكافة المسئولين بالدولة علي مستوي فكر الرئيس وينفذون تعليماته بمكافحة الفساد واسناد المناصب لأصحاب الكفاءات؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف