في حين يتطور العلم كل يوم بإضافة اختراعات جديدة نلهث وراءها وتظل الفجوة واسعة بيننا وبين الدول المتقدمة تظهر أفكار تشدنا إلي عصور الظلام، وعلي الرغم من الحديث الدائم عن تطوير الخطاب الديني الذي امتد لسنوات.. إلا أن الفتاوي الغريبة التي تسيء إلي الشريعة الإسلامية تحاول ان تجرنا إلي الخلف.. إلي عصور الجاهلية ولا أقول للقرون الأولي من الإسلام فنجد أستاذاً أزهرياً حاصلاً علي الدكتوراه يفتي بجواز معاشرة الإنسان للبهائم رغم أن الحيوان لا يعاشر حيوانا من فصيلة أخري، وفتوي بجواز ما أسموه معاشرة الوداع بين الزوج وزوجته المتوفاة دون مراعاة لحرمة الموت.. ثم يخرج شيخ سلفي بفتوي جواز تزويج الطفلة حتي لو عمرها يوم واحد.. تصوروا! رغم أن الشريعة الإسلامية اشترطت البلوغ والرشد كشرط للزواج وقانونا لا يصح تزويج الفتاة قبل سن الثامنة عشرة وأن تستأذن قبل الزواج وان يتوافر شرطا الطلب والقبول. فهل سيقوم الزوج بتحضير الرضعات والغيارات للرضيعة ويمرضها ويتابع تعليمها ثم يتمم الزواج بعد البلوغ؟ ما هذا الهراء؟ هل انتهت مشاكلنا المهمة حتي نناقش توافه الأمور وهل ينحصر الزواج في تحقيق الشهوات؟ حسنا فعل رئيس جامعة الأزهر بإحالة الأستاذين صاحبي الفتاوي الشاذة إلي التحقيق ومنعهما من الظهور الإعلامي.. نريد شيوخا متنورين وإعلاما يقظا لا يجري وراء الإثارة.