صبرى غنيم
رؤية - سيدتي الجميلة غادة والي .. ابعدي عن الإدمان
- لقد هالني أن أَجِد سيدة رقيقة بنت ناس مثل الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن تدخل بقدميها عِش الدبابير وتصر علي محاربة الإدمان مع أن جيشاً من الإخصائيين الاجتماعيين فشلوا في محاربته بسبب تقاعس البيت والمدرسة عن القيام بدورهما في رعاية أولادهم.. وكون أن واحدة مثل الوزيرة الشابة تجر سائقي أتوبيسات المدارس إلي المعامل وتطالب بالتحليل لهم لتحديد الأشخاص الخطرين علي قيادة أتوبيسات المدارس بأطفالنا فهي تقوم بعمل المدارس.. وقد كان علي وزارة التربية والتعليم قبل بدء العام الدراسي تكليف المدارس بهذه الخطوة لأن مثل هذا العمل لا يدخل في اختصاص الوزيرة حتي ولو كانت رئيسة لجمعية الادمان.. نحن الآن في بداية العام الدراسي وتستطيع الدكتورة غادة أن تدعو نظار وناظرات مدارس الجيزة يوم جمعة في القاعة الرئيسيّة لجامعة القاهرة وتحملهم مسئولية متابعة أولادهم وخاصة الأعمار التي تبدأ بعد ١٤سنة، التوعية أمانة والمتابعة أمانة.. المهم أن تتكرر لقاءات الوزيرة في محافظات أخري لكي تبرئ ذمتها أمام الله وأمام المجتمع..
- أنا شخصيا كنت مشدودا لنشاط الوزيرة الدكتورة غادة والي وهي تنقل مكتبها إلي الشارع المصري وتقتحم مشاكله وكونها تعطي الأولوية للتصدي لمشكلة الإدمان.. فهنا اقول لها إنها مشكلة مجتمع وليست مشكلة وزيرة.. كل مسئول في موقعه مطالب أن يتابع أحوال العاملين معه ويوم يتشكك في أحدهم يجري له تحليلا.. أذكر طارق عامر عندما كان رئيسا للبنك الأهلي قبل أن يقدم استقالته، أجري فحصا علي جميع السائقين فأوقف ٥٢ سائقا عن العمل لتعاطيهم المخدرات، المصيبة أن الذي أعادهم للعمل محمد مرسي بقرار جمهوري.. وكان رد طارق عامر عليه تقديم استقالته من رئاسة البنك الأهلي.. سبحان الله هو الآن محافظ البنك المركزي ومرسي في السجن..
- مؤكد أن واحدة كالوزيرة تعرف معلومات أكثر مني لأن دراستها في الجامعة الأمريكية وحبها للعمل الاجتماعي أتاح لها فرصة الاطلاع علي أبحاث ميدانية لم أطلع عليها.. ولكي أكون محقا تحت يدي ملف صحفي لجريدة »المصري اليوم» قام المركز الإعلامي العربي بموافقة الصحيفة علي إصداره في كتاب، الملف تحت عنوان »المخدرات.. الموت في جرعة» يتضمن لقاءات علي الطبيعة مع صبيان وبنات.. طلاب وطالبات.. مروا بتجارب مؤلمة مع المخدرات.. فيهم من تشرد وترك الدراسة ودخل سوق المخدرات ومن بين البنات من دخلت السجن ليس بسبب التعاطي لكن قدميها انزلقتا في البيع لحساب الغير مقابل جرعة مجانية كل يوم.. وبنات انحرفن وعرضن أنفسهن علي تجار المخدرات بسبب الإفلاس.. قصص المفروض أن يقرأها الأب قبل الأم..
- لذلك ترونني أشفق علي الدكتورة غادة والي من الجهد الخارق الذي تبذله، لا تنتظر شهادة تقدير من رئيس الحكومة بل هي ترضي ضميرها.. لقد سألت نفسي كيف تنام هذه السيدة وهي كالمكوك في العمل الاجتماعي.. تجمع بين مكافحة الإدمان وبين كتائب البشر الذين تحت مظلة الضمان الاجتماعي ومجموعات أخري تحت مظلة تكافل وكرامة.. وبحكم مسئولياتها تتابع المؤسسات الاجتماعية ودور رعاية الأحداث ودور المسنين.. لا أتخيل وزيرة في رقتها تتحمل هذه الأعباء إلي جانب عبء التأمينات وهي وزارة اخري اندمجت في التضامن وأصبحت تحت عباءة غادة والي.. العباءة هنا ليست بمفهوم عباءة لأنها لم ترتد العباءات إلا علي أيام جدها العالم المصري شيخ اساتذة الهندسة الانشائية المرحوم الدكتور محمد هلال فقد كان يصحبها لأداء العمرة أيام ماكان الرجل هو المهندس المصري الوحيد الذي أشرف علي توسعات الحرمين الشريفين الأولي منذ عهد المغفور له الملك عبد العزيز »طيب الله ثراه».. هذه غادة والي بنت الأصول والتي تعتز بمشوار والدها أستاذ القانون الدكتور فتحي والي الذي تفرغ للتدريس بعد عمادته لكلية حقوق جامعة القاهرة، وارتباطها بأسرتها الصغيرة لم يبعدها عن عملها أو صداقتها بوالدتها التي زرعت فيها حب الآخرين.. ولأن والدتها خير صديقة لها.. لذلك تجدها معها كرفيقة في المناسبات الاجتماعية حتي ولو عاودها الحنين إلي الأوبرا.. هذه غادة والي التي تراها مبتسمة رغم ما تحمله من هموم للوطن..