د. طارق شوقي، لعلك فرأت ما كتبته الثلاثاء الماضي، أناشدك بما تملك من عقل تنويري قادر علي العبور بنا إلي مستقبل واعد والخروج بالتعليم من عنق الزجاجة بالتركيز علي طفل الروضة وبداية المرحلة التأسيسية، باعتبارها الفترة المهمة في التنشئة الاجتماعية، دعك من كل ماتذكره من خطط تطويرية لمراحل التعليم المختلفة والتي رغم أهميتها إلا أنها تجافي ويصعب تنفيذها مع الواقع المؤلم الذي نعيشه بدءاً من القضاء علي الدروس الخصوصية ومروراً بالإصلاح التنظيري الذي تنشده وحتي استخدام التكنولوجيا بديلاً عن الكتاب المدرسي، قد يحتاج ذلك لعهود طويلة حتي يتحقق، ولكن التركيز علي الإصلاح للمرحلة الإبتدائية وما قبلها بمناهج مطورة وتربية سليمة مع الإعداد الجيد لمدرسي هذه المرحلة سيخلق لنا تباعاً أجيالاً جديدة ستكون هي العامل الرئيسي والأساسي في النهضة التعليمية في غضون سنوات قليلة، هؤلاء الأطفال سنبدأ معهم منذ الروضة وحتي نهاية التعليم الثانوي، وسينتهي معهم شبح الدروس الخصوصية والتسرب من التعليم، يوجد لديك وفي مصر كلها عشرات بل مئات من خبراء التعليم الذين طالما نادوا بذلك وبُح صوتهم منذ سنوات طويلة ولم يستمع إليهم أحد، الطفل في هذه المرحلة هوَ الأكثر قدرة علي التفكير والإدراك وامتلاك كل أدوات التعليم المطورة والمرحلة التأسيسية هيَ الأفضل لإصلاح التعليم، البدء مع أطفال الروضة والمرحلة التأسيسية هوَ المشروع القومي الذي يجب أن تبدأ به سريعاً وسنقف جميعاً وأجهزة الدولة معك، حتي ولو كان هناك جزء من المخاطرة، فلا إصلاح بدون مخاطرة.