المساء
مؤمن الهباء
نجوم تنطفيء!!
يشكو نجوم برامج التوك شو الليلية من أن بضاعتهم قد بارت.. ويعقدون الجلسات أمام الكاميرات وبعيداً عن الكاميرات للبحث عن إجابات لأسئلتهم: لماذا انصرف الناس عنا؟!.. لماذا ضعفت ثقتهم فينا وفيما نقول؟!.. هل انتهي دورنا ولم تعد لنا جاذبية؟!
وقد تابعت- مصادفة- حلقة تليفزيونية علي إحدي القنوات المشهورة جمعت ثلاثة من نجوم التوك شو "المعلمين" مع أحد خبراء الإعلام طرحت فيها إجابات عديدة للأسئلة السابقة.. وكانت هذه الإجابات علي النحو التالي:
* نعم انصرف الناس عن برامج التوك شو بعد أن زادت عن الحد المعقول.. ودخل كثيرون علي الخط قدراتهم ومؤهلاتهم دون المستوي.. وهو ما أدي إلي تشتيت المشاهدين وجعل البرامج متشابهة وأفقدها التميز والإثارة.
* بعض برامج التوك شو تحولت إلي ملكية خاصة للمذيع النجم يخوض من خلالها معاركه ويمارس من خلالها الدعاية لنفسه.. وتدهورت صورة نجم التوك شو بعد أن شوهت بما قيل عن الملايين التي يتقاضاها.. والمعارك التي تدور بين النجوم علي الشاشة بالسب والقذف.. وما يقوله بعضهم عن بعض.
* لابد من الاعتراف بأن الناس ملت من الطريقة التي تقدم بها برامج التوك شو.. حيث يستولي المذيع وحده علي الكاميرا والميكروفون ليغرق المشاهدين بخطبه ووعظه وإرشاده كل ليلة يمجد هذا ويلعن ذاك دون تجديد.. كانت اللعبة في البداية جديدة ومثيرة.. لكن التكرار أصاب المشاهدين بالملل.
* هناك إحساس عام بأن هذه النوعية من البرامج كانت مقصودة لهدف ما في زمن ما.. فلما أدت دورها لم يعد لوجودها مبرر.. ولابد ان تفكر لنفسها في صيغة أو شكل آخر.. لأن الظروف تغيرت.
* خبير الإعلام أكد ان الناس "زهقت" من الصوت الواحد الذي يتكرر في كل برامج التوك شو علي كل القنوات.. واختفاء الرأي الآخر.. وهو ما يوحي بأن هذه البرامج تعمل بتوجيه وتنسيق يجعلها متشابهة فيما تطرحه من آراء تصب في اتجاه واحد.. وتهبط بمستوي السقف الذي تعمل تحته.
* وهناك إحساس عام بأن برامج التوك شو تعبر عن رأي وموقف ومصلحة رجل الأعمال الذي يمتلك القناة ويتدخل في محتواها بشكل مباشر.. أو بالتوجيه عن بعد.. ولا تعبر بالضرورة عن رأي الشعب ومصلحة الوطن.. وأن الملفات التي تتبناها برامج التوك شو ترتبط ارتباطا وثيقاً بتوجيهات مالك القناة وما يريد أن يوصله للمشاهدين.. وعندما توضع مصلحة الشعب في كفة ومصلحة رجل الأعمال في كفة أخري ترجح كفة رجل الأعمال.
* وبعد الأزمات المالية الأخيرة التي تعرضت لها بعض القنوات وأدت الي التخلص من بعض النجوم أو تخفيض أجور البعض الآخر اتضح ان بعض برامج التوك شو ونجومها مرتبطة بالمال السياسي والتمويل الآتي عبر الحدود لبث رسائل معينة وأداء دور محدد.. والآن أغلقت حنفية التمويل الأجنبي وانكشف أمر هذه النجوم وبرامجها مما أفقدها ثقة المشاهدين.
ويبدو أنه لا مفر من عودة الإعلام المصري إلي قواعده سالماً وأن تنتهي هذه الهوجة الهوجاء.. لا مفر من أن يعود المذيع مذيعاً ملتزماً بميثاق الشرف وبآداب المهنة وأخلاقها.. وليس ناشطا سياسياً.. وذلك حتي يسترد الإعلام المصري سمعته ووقاره ومكانته واحترامه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف