جريدة روزاليوسف
مديحة عزت
السلام عليكم
من أشعار الشاعر العزيز صالح جودت اخترت هذه الأبيات من قصيدة فى «سجن الضمير» لعلها تذكر عديمى الضمير بما يفعلونه فى مصر وشعب مصر.. يقول لهم «صالح جودت»..
أى عجاب أيها الضمير
أنحن أسراك وأنت الأسير
نراك فينا سيدًا آمرا
فكيف اغلقنا عليك الصدور
فقلت ما لى فى المنى مأرب
مادام فى صدرى هذا الضمير
يا بلدى ضيعه أنه
كفاته ليس لهم نصير
العلم والأخلاق فى عرفه
جنايه جلى وإثم كبير
يضيق بالأفذاذ لكنما
فى أرضه متسع للحمير
أحفر فى أرضك قبرى ولا
أحفر فيها قبر الضمير
عليك رحمة الله وغفرانه يا صالح جودت فعلا ماتت الضمائر ومحتاجة لقبور تعم أرض مصر.. وقد فشت الجهالة كما قال أستاذنا «عباس محمود العقاد» وانتشر النفاق ومن النفاق ما قتل كما قال أستاذنا فى الجامعة دكتور «إبراهيم عبده» الذى كان يقول لنا فى «روزاليوسف» بعد «حرب 1967» ما من ديكتاتور استعان فقط بأهل الرأى والفطنة وإنما كانت دعائم عرشه تقوم دائما على أكتاف المنافقين والمستغلين وحثالة الناس.. هكذا كان «عبدالناصر» وحاشيته.. وكان يقول لنا أيضا.. ما من ديكتاتور إلا وقد هده المرض أو النفى بعيدا عن الأوطان إن النفاق الذى كان سببا فى كارثة «1967» الذين كانوا يقولون «لعبدالناصر» إنه جاء بما لم يجئ به «موسى» و«عيسى» و«محمد» عليهم الصلاة والسلام.. وعليهم رحمة الله وغفرانه الثلاثة عظماء الأدب والصحافة والشعر «صالح جودت» و«عباس محمود العقاد» ودكتور «إبراهيم عبده».
ومن قول رسول الله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.. عن النفاق قوله: أنى أخوف ما أخاف عليكم.. الشرك الأصغر.. قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله.. قال عليه الصلاة والسلام.. الرياء.. النفاق» وبعد.. إليكم هذه إلى شهداء مصر..
أيها الراحلين عنا سلاما
قد صحونا وما لبتثم نياما
تحية ووفاء لشهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل رفعة الوطن العزيز وسطروا صفحات المجد والفخار على الأرض الغالية العريش وأرض سيناء حيث اتصلت الأرض بالسماء فى يوم مجيد من تاريخ العالم حيث كلم الله سبحانه وتعالى سيدنا «موسى» وإندك الجبل وتلاشى أمام جلال الخالق سبحانه وتعالى واستمعت جنبات الوادى المقدس لكلمات رب العزة جل جلاله..
وبعد نصل إلى ذكرى رحيل الحبايب والزملاء وعلى العموم.. ذكرى الحبايب حب.. فى هذه الأيام تمر ذكرى رحيل زميلة وصديقة العمر «سعاد رضا» سعاد ستون عاما يا سعاد كان آخر لقاء معى قبل أن يصلنى خبر رحيلك عليك رحمة الله وغفرانه، سعاد رضا أول سيدة تشغل عضو منتدب فى تاريخ الصحافة، يا سعاد لك منى الدعاء أنت والذين معك فى رحاب الله من الحبايب والزملاء والأصدقاء.. يا ترى يا سعاد التقيت بمن كنت تحبين لست أدرى على رأى الشاعر..
ليس ممن فاتنا عائد
اسأله عن حال الراحلين
وأخيرا ذكرى رحيل أعز الحبايب زميلة العمر الجميلة صديقة الأيام الحلوة «انجى رشدي» حبية العمر والكفاح أيام عملنا مع الفدائيين أثناء العدوان الثلاثى على مصر كيف يا «إنجى» كنا نوصل السلاح للشهيد «جواد حسني» زميلنا فى الدراسة وأيامها فى بورسعيد وقرية الحسنية وأيام كنا أنا وأنت يا «إنجى» نصطحب الجرحى من الموقع إلى العيادة التى كانت برعاية الصديق العزيز زميل أيامنا دكتور «يوسف إدريس» «إنجى» يا صديقة العمر كيف اقمنا عزاء خاص يوم استشهاد «جواد حسنى» الذى استشهد بعد يوم جاء معنا القاهرة وسهرنا إلى الفجر على حساب الست «روزاليوسف»، أعطتنا الفلوس لنسهر ونعزم «جواد حسنى» وزملاءه الفدائيين على العشاء وفعلا يا «إنجى» كانت آخر ليلة سهرنا مع «جواد حسنى» لأنه اعتقل فى بورسعيد وعذبه الفرنسيون وكتب بدمه على حائط حجرة التعذيب كيف أنهم فقأوا عينيه قبل الإفراج عنه ثم أطلق عليه الرصاص واستشهد قبل أن يصل إلى موقع الجيش الذى جاء لتبادله بأحد الفرنسيين.. جواد يا زميل الدراسة والكفاح الوطنى.. يا إنجى يا زميلة وصاحبة الكفاح الوطنى يا عزيزة الأيام والرحلات معا كنا دائما فى رحلات الرئيس الحبيب «أنور السادات»، وكانت لنا صولات وجولات فى إيران وأحاديث مع «إمبراطورة إيران وسافرنا معا يا إنجى فى رحلات صحفية إلى إيطاليا وألمانيا».
ورحلتنا الصحفية يا انجى بالباخرة لجميع بلاد موانئ البحر الأبيض، «إنجى» خمسين سنة اليوم لم نفترق حتى بعد رحيلك ذكراك باقية.. انجى اسعدى فى رحاب الله مع الحبايب والزملاء والصحاب الذين سبقوك مع دعائى لك برحمة الله وغفرانه.. وإليك يا إنجى والذين معك هذه الأبيات لعمر الخيام صاحب رسالة «الغفران»..
لا تحسبوا أنى أخاف الزمان
أو أرهب الموت إذ الموت حان
فقد تساوى فى الثرى
راحل غداً أو ماض من
ألوف السنين
وإليكم الحب كله وتصبحون على حب إلى أن نلتقى بإذن الله مع الضمير..
تصبحون على حب..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف