4 - ليس جديدا أن نقول: إن الإدارة الناجحة على جميع المستويات وفى جميع دول العالم تجيء انعكاسا لقرارات ناجحة تخضع قبل صدورها للدراسات المتأنية والتحليل العميق فيما عدا بعض القرارات الطارئة التى تحتاج إلى الحسم السريع.
وأول أسباب النجاح فى علوم الإدارة الحديثة يرتبط أساسا بضمانات كثيرة أهمها أن تجيء عملية صناعة القرار فى أى مؤسسة تعبيرا عن إدارة واعية تؤمن بالبحث والفحص والتمحيص وتعكف على دراسة جميع جوانب القرار بكل دقة قبل إصداره لكى يجيء فى النهاية تعبيرا عن الاتصال بالواقع.
والحقيقة إن الإدارة الناجحة لا ترتكز فقط إلى الذكاء والموهبة الفطرية عند صانع القرار وإنما ركيزتها الأساسية مساحة واسعة من المعرفة تمتزج بالتجربة الميدانية التى تتولد من الاتصال المباشر بدورة العمل اليومى والتى بدورها تعزز القدرة على التصرف بحسم وسلامة فى آن واحد مع سرعة استبيان ما يتطلبه كل موقف على حدة بعيدا عن التسرع والاندفاع أو البطء والجمود.
وليس صانع القرار الناجح هو الذى يسعده أن يشار إليه بأنه المعجزة والفلتة التى يصعب تكرارها وإنما هو المسئول الواثق من نفسه والذى يشير دائما بكل الزهو إلى فريق العمل المعاون له فيعدد فضائلهم ولا مانع عنده من الفخر بأن توقعات بعضهم الصائبة تفوق توقعاته فى بعض الأحيان.
صانع القرار فى البداية والنهاية مجرد إنسان يفترض أن يملك الأفق الواسع والقدرة على اتخاذ القرار الصحيح فى التوقيت الصحيح استنادا إلى استراتيجية عمل واضحة المعالم للسعى فى إطار الممكن والمتاح وتجنب الاصطدام بما هو مستحيل!
وفى دولة مركزية مثل مصر يظل موقع الرئيس هو مركز صناعة القرار الأهم فى صياغة استراتيجية الدولة وخطوط سياساتها العامة ومن ثم يجب أن يكون رئيس مصر ممتلكا موهبة صناعة القرار.. وظنى أن شعب مصر يدرك ذلك جيدا
وغدا نستكمل الحديث
خير الكلام:
<< أول الطريق نحو الفشل أن يحاول المرء إرضاء كل الناس !