زياد السحار
نرجوكم.. لا تعيدوا العقارب
الرجاء من وإلي شعب مصر الصابر الصامد. المتطلع بكل أجياله إلي غد مشرق وحياة أفضل ومستوي معيشي راق يليق بهذه الأمة العريقة.
الخطر مازال قائماً.. والشراك مازالت منصوبة لتنفيذ المؤامرة التي استعصت عليهم منذ قبل ما أسموه بثورات الربيع العربي الخادعة.. وقد أسقطت دولاً وشعوباً.. ولكنها توقفت بفضل الله وإرادة هذا الشعب الواعي الذي اتحد مع جيشه العظيم لكي يصمد أمام تلك التحرشات الخارجية وعقارب الداخل الذين يتمسحون في رداء الدين أو يتشدقون بشعارات ثورية عفا عليها الزمن لم تعد تصلح لعصرنا هذا وسط متغيرات كثيرة أبرزها زيادة سكانية هائلة ومتطلبات اقتصادية واجتماعية صعبة لا تتحمل عبثا أو تجارب هواة يتطلعون لمناصب ومفاخر لا يقدر هذا الشعب وسط ظروفه المعقدة علي كلفتها الباهظة.
لا ينكر أحد صعوبة ومشقة أعباء عملية الإصلاح الاقتصادي التي جرت وهبوط القيمة الشرائية لدخول المصريين إلي ما يقارب نصفها في أقل من العام.. ولكن يعني هذا أن نهدم المعبد علي ناسه لكي نحقق للمتآمرين مآربهم في إسقاط الدولة المصرية التي استعصت عليهم قبل وبعد ثورتين ذاق خلالها الشعب ويلات كثيرة أبرزها الفوضي وغياب الأمن وصعوبة الأوضاع الاقتصادية أكثر مما كانت عليها؟!
الرجاء لهذا الشعب الذي مر بتلك التجربة الأليمة ألا يسمح مرة أخري لهؤلاء اللاعبين وهواة الشهر وأدوات البرامج الفضائية والفرقعات الإعلامية أن يعودوا إلي الساحة مرة أخري بعد أن قطعنا شوطاً كبيراً في تحقيق الاستقرار ووأد الإرهاب والارتقاء بكثير من المرافق والخدمات ومازلنا نتطلع إلي المزيد ولكي نعاود الكرّة من جديد وهم يستغلون استحقاقات رئاسية حلت لكي ينصبوا هذا السيرك العبثي يمارسون أدواراً مخططة وأخري يلعبها البعض منا ـ ولو بحسن نية ـ دون إدراك لتداعيات تهدد حاضرنا ومستقبلنا.
***
عفواً لو ظن البعض هذا الرجاء أو التحذير فزاعة لكي نجمد المشهد العام أو السياسي الذي يتطلب منا جميعاً المشاركة وإعمال الفكر والعقل وطرح الأفكار والرؤي للتصدي لمشاكلنا وتقديم الخبرات والحلول البديلة.
بل بالعكس.. إن المرحلة القادمة تتطلب تعاونا ومشاركة وطنية فاعلة نعالج خلالها كل ما قد نكون قد أغفلناه خلال الفترة الماضية ولاسيما ان تحديات كثيرة أبرزها تلك العمليات الإرهابية الخسيسة التي كانت تقع من وقت لآخر يروح ضحيتها أبرياء وأبطال قدموا أرواحهم ثمناً لكي يظل هذا الوطن عصياً علي مؤامراتهم.
أتصور ان الظروف بعدما تحسنت إلي حد كبير سوف تسمح بمشاركة سياسية أوسع ولاسيما بتأهل كوادر شبابية نأمل أن تكون أكثر وعياً ونقاء وترفعا عن المكاسب والمصالح والأنانية الضيقة.
وأظن ان متغيرات كثيرة جرت في مجتمعنا خلال الفترة الأخيرة أبرزها الدور النشط للأجهزة الرقابية وهي تتصدي بكل شفافية وحسم لبؤر الفساد والتربح من ضعاف النفوس.. وكذلك نشوء حالة من اليقظة المجتمعية والحوار الحر عبر وسائل التواصل الاجتماعي رغم جحافل وأدوات الشر التي تكشف عن سوءاتها عبر الفضاء الالكتروني.. وكذلك الوعود الحكومية التي نرجو أن تكون صادقة بأن ثمرة الإصلاحات الاقتصادية اقترب وقت جنيها وان تحسنا في قيمة عملتنا الوطنية سيطرأ وان إصلاحا في التعليم والصحة ونريد الحماية الاجتماعية للفقراء والمهمشين كل ذلك ننتظره خلال الفترة الرئاسية المقبلة التي نأمل أن يشارك فيها كل المخلصين لهذا الوطن بغض النظر عن فرصهم في التأهل لهذا المنصب الرفيع.. ولكنها مناسبة لكي يتكشف خلالها الرأي العام من كل من يكون أهلاً له أو لغيره من المناصب التي هي تكليف وأعباء ومسئولية أكثر ما هي تشريف بمراحل كثيرة سالبة.
باختصار.. إن الوطن وأمنه واستقراره مسئوليتنا جميعاً.. لابد أن نحافظ عليه ونكون أكثر وعياً لفرز الغث من الثمين لكي تمضي السفينة في أمان إلي بر الغد الأفضل لكل المصريين بإذن الله.
ظاهرة كلاب الشوارع
ظاهرة جديدة صارت ملحوظة الآن في كل شوارع القاهرة.. وهي انتشار الكلاب الضارة حتي وسط شوارع وسط العاصمة وعلي مقربة من القاهرة الخديوية التي شمرت المحافظة مشكورة عن سواعدها لكي تقوم بعمليات الطلاء والتجميل لإحياء هذا التاريخ المعماري العريق.
هذه الظاهرة لم تعد مقصورة علي أطراف القاهرة والأحياء النائية مثل مناطق الرحاب والتجمعات بل انتشرت في كل أحياء القاهرة الراقية والشعبية علي السواء.. وقد لفتت أنظار بعض السفارات الأجنبية التي قامت بتجميع بعض الكلاب وتسفيرها إلي بلادهم بغرض الرعاية وإظهار مدي رحمتهم وإنسانيتهم تجاه هذه الحيوانات الضعيفة رغم ان ديننا أكثر حثاً ودعوة للرأفة بهم.
ولا أتصور ان المشكلة ليس لها حل ولا مجال للتنصل من المسئولية بحجة جمعيات حقوق الحيوان التي تحظر عمليات القنص بالرصاص كما كان يحدث في الماضي.
نأمل أن تلقي هذه الظاهرة الخطيرة اهتماماً من محافظ القاهرة وأجهزته المعنية.