لم يكن غريبا أن يظهر فريق الاهلي حامل لقب بطولة الدوري المصري الموسم المنصرم بهذا الشكل المتواضع امام الترجي التونسي ببرج العرب فى دوري الابطال الافريقي، رغم السيطرة وامتلاك الكرة أغلب الفترات دون فاعلية أو نهاية سعيدة تماما مثل من يملك مسدسا ويطلق رصاصاته دون إصابة الهدف..!
الاهلي دون شك موقفه غاية في الصعوبة رغم الآمال بإمكانية تكرار سيناريو الترجي في نهائى دوري الابطال عام 2012، فالظروف مختلفة والأوراق الرابحة تغيرت، والمنافس يعى الدرس جيدا فيكفيه التعادل سلبا أو ايجابا بهدف، والحارس شريف إكرامي أفقد نفسه وزملاءه الثقة بأخطاء تتكرر في مباريات حساسة سواء لناديه او المنتخب، ويبدو أنه في المباريات المهمة يعاني من ضعف الثبات النفسي والانفعالي وهي مهمة نفسية قبل الفنية تلقى مسئولياتها على حسام البدري المدير الفني ومدرب الحراس طارق سليمان.
الأهلي يعاني وفوزه بدرع الدوري لا يعنى أنه الأفضل فهو «أحسن الوحشين» فالدوري لايفرز لاعبين جيدين، وفي الموسمين الماضيين ومع استقرار الأمور الرياضية والكروية في مصر لم يفكر اتحاد الكرة سواء في المجلس السابق أو الحالي برئاسة هاني ابو ريدة الذي يقود الجبلاية أكثر من عام أو اللجنة الفنية للاتحاد برئاسة محمود سعد في وضع خطة قبل نهاية الموسم المنقضي لتطوير المسابقة.
حتى الآن لا أعرف- كما لا يعرف الكثيرون - ما هو دور اللجنة الفنية بالاتحاد في تطوير المسابقة.. ما الذى فعلته مع نهاية الموسم الماضي والاستعداد للموسم الجديد لوضع رؤية لاتحاد الكرة وللأندية حول الارتقاء بنظم اللعبة وتدعيم صفوفها مع قوانين نافذة على الجميع وآخر ما وصلت إليه الدول المتقدمة، ليست اسبانيا او انجلترا وفرنسا والمانيا بل الدول الموازية لنا من احتراف فاشل ومنظومة ضائعة والتي أضاعت معها الكرة المصرية.
كل ما قام به الاتحاد ان قامت لجنة المسابقات بالاتحاد بإرسال تعليمات وشروط المسابقة للأندية.. وكأن هذه الشروط هي حجر الأساس في تطوير اللعبة!
ومع أول جولتين للدوري أفرزت المسابقة أخطاء نبهنا إليها كثيرا خاصة في قيد 4 لاعبين أجانب بقوائم الاندية فمعظم أن لم تكن جُلّ الاهداف في الجولتين لمهاجمين أجانب أو مدافعين ولا يوجد رأس حربة مصري صريح يسجل..!
من هنا تكمن المشكلة أن المنتخب يعاني من غياب المهاجم القناص في الوقت الذي يتواجد في أى منتخب افريقي «5» مهاجمين صريحين لدرجة تضع مدرب المنتخب في حيرة لاختيار هذا المهاجم أو ذاك..
واتحاد الكرة يعلم بخطورة المشكلة، ونتاج ضغوط من جانب الأندية تمت الموافقة رغم أنها لا تصب في صالح الكرة المصرية نهائيا، بدليل عندما تم فتح الباب امام الاندية لضم حراس أجانب ما أضاع الفرصة على الحراس المصريين وتأثر منتخبنا كثيرا، وجاء منع احتراف الحراس الاجانب ليتيح الفرصة امام نظرائهم المصريين للتألق وبزوغ أكثر من حارس.
والأندية لم تعد تفرز مهاجمين مميزين او لاعبا موهوبا لغياب «الكشافين»، وأصبح مسئولو قطاع الناشئين في الاندية والمدير الفني بالجبلاية مجرد مناصب شرفية» و«سبوبة».. ولا عزاء للكرة المصرية..!!