الوفد
عصام العبيدى
«المقاهى».. بين التقنين والحظر!!
انتشرت المقاهى فى أرض المحروسة.. كانتشار النار فى الهشيم.. فبين كل مقهى ومقهى.. مقهى ثالث!!
بالطبع هذا له أسبابه الكثيرة.. لأن البطالة وجيوش العاطلين من جرائها.. ليس لهم أى متنفس.. إلا الجلوس على المقاهى.. بدلا من الوقوف فى الطرقات.. وعلى نواصى الشوارع!!
والغريب فى الأمر أن الحكومة.. تتعامى عن هذه الحقيقة.. وتتجاهلها تماماً بل ترفض التعاطى معها.. فلا تسمح بترخيص هذه المقاهى أبدا.. وكأنها نشاط ممنوع.. أو تجارة غير مشروعة!!
وهذا غباء حكومى منقطع النظير.. لأنه يحرم الدولة من حقوقها فى هذا النشاط.. وهو لعلمكم بالمليارات من الجنيهات سنويًا.. كرسوم وضرائب !!
كما أنه يفتح الباب على مصراعيه.. للرشوة والمحسوبية أمام موظفى المحليات.. وإدارات الإشغالات بالمحافظات والأحياء.. وشرطة المرافق.. والذين بات الكثير من العاملين فى كل هذه الأجهزة.. يفرضون إتاواة ومرتبات شهرية على أصحاب المقاهى.. نظير التجاوز عن مخالفاتهم.. والتى تقع تحت سمع وبصر أجهزة الدولة.. وأهمها الاستيلاء على أرصفة الشوارع.. وحرمان المارة منها.. ماذا وإلا كان مصيرهم الإغلاق والتشرد !!
يعنى الدولة.. تغلق باب التراخيص لهذه المقاهى.. وتحرم نفسها من المليارات من الجنيهات سنوياً.. حتى تفتح باب الفساد والرشوة لموظفى المحليات.. بالله عليكم شوفتم غباء زى كده فى الدنيا ؟!
طيب قد تسألنى.. ماهو الحل لهذه الإشكالية إذا؟!
فأقول لك أن الحل.. فى تقنين وضع هذه المقاهى.. والسماح بترخيصها بشروط عدة:
أهمها اتساع الشارع.. فليس منطقياً الترخيص لمقهى.. فى حارة أو شارع ضيق.. فيقومون باحتلال الشارع.. والتضييق على المارة.. وتعريضهم للخطر.. اللهم إلا إذا اشترط فى الترخيص.. عدم السماح لهم بافتراش الشارع.. وتعطيل سير المارة!
أما المقاهى الموجودة على الشوارع الواسعة.. فيرخص لهم بشرط.. عدم تجاوزهم لمترين أو ثلاثة من حدود المقهى.. وإذا حدث تجاوز تتم معاقبتهم فوراً. .ومصادرة مقاعدهم!
لأن وجود المقاهى.. وافتراش الشوارع.. ظاهرة موجودة فى كل دول العالم وأرقاها.. بما فيها فرنسا.. وشارع الشانزليزيه خير دليل.. لكن كل ذلك لابد وأن يتم.. فى إطار ضوابط وقواعد تضعها الحكومات.. وﻻ تترك الأمر سداح مداح.. كما هو الأمر عندنا فى مصر
فالتقنين مطلوب.. خاصة مع وجود مئات الآلاف العاملين فى المقاهى والكافيهات.. وهؤلاء ليس لهم مصدر رزق آخر.. وليس من المنطقى محاربتهم فى لقمة عيشهم.. بشرط عدم التضييق على المارة فى الشارع.. وإحالة حياتهم إلى جحيم.. وتعريضهم لحوادث السيارات.. وأضرار دخان الشيشة القاتل.. يعنى لا ضرر وﻻ ضرار.. كما يقول ديننا الحنيف!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف