الوفد
وجدى زين الدين
اتحدوا.. يرحمكم الله
بعد الضربة الشديدة التى وجهتها ثورة المصريين فى 30 «يونية» إلى المخططات الغربية الأمريكية بشأن تقسيم المنطقة العربية.. هل هدأت أمريكا وأوروبا ولم تعد تفكر فى هذا الشأن؟!. أم أن هناك بدائل أخرى تنصبها للأمة العربية من جديدة؟! الذين يتصورون أن الأمور قد انتهت عند هذا الحد واهمون وأبصارهم لا تتعدى النظر إلى أسفل أقدامهم.. أمريكا والغرب التابع لها، لن يهدأ لها بال حتى يتمكنا من تنفيذ ما يرنوا إليه، وليس هذا تشاؤمًا. إنما هو رصد للواقع الأليم الذى نحياه كعرب الآن، وما الحلول إذن أمام هذا الإعصار الذى يعتزم النيل من البلدان العربية لصالح إسرائيل؟!.
الإدارة الأمريكية منحت نفسها مهلة للتفكير فى أسباب فشلها فى تنفيذ مخططها الشامل ضد المنطقة العربية خاصة فى الشأن المصرى، ولم تتورع أمريكا عن الإعلان صراحة عن القول بأن أمامه ثلاث سنوات للتفكير فى البحث عن شرق أوسط هادئ، وهو هنا يقصد ليس الهدوء الذى نعرفه نحن العرب، وإنما هو مهلة للبحث عن بدائل جديدة لإشعال المنطقة العربية، والعمل لصالح إسرائيل وتحقيق أحلامها فى التوسع وازدياد نفوذها وبرطعتها.
الإخوان وداعش وخلافهما من الأدوات التى تم حرقها على يد العرب وكشف ألاعيبهم وخيانتهم، واستخدامهم فى تحقيق المخططات الغربية الأمريكية، باتوا أشبه بالكارت المحروق ان صح هذا التعبير، فالأمة العربية خاصة مصر ودول الخليج كشفوا الملعوب الأمريكى الغربى وأدواتهم الفاعلة فى المنطقة.. وكان لابد لواشنطن وحلفائها أن تبحث عن رد سريع وهو ما ظهر واضحًا من جماعة الحوثيين التى تم تحريكها عن طريق إيران لتلعب الدور الذى فشل فيه الإخوان وداعش، وبدأ ذلك فى اليمن.
إذن لم يبق أمام الأمة العربية سوى الاتحاد، لأنه الخيار العربى الوحيد الذى يمكن به إحباط أية مخططات قادمة، وبدون هذا الخيار ستحل الكارثة، وإذا كانت ثورة 30 يونية فى مصر هى التى أصابت المخططات فى مقتل، فلابد أن يكون هناك وحدة عربية شاملة ليست كلامًا فحسب بل عمل وفعل وواقع حقيقى لمواجهة كل ما يحاك من مؤامرات ضد الشعوب العربية، وبدون ذلك لن نتوقع خيرًا على الاطلاق، ونكررها للمرة المليون ليس هناك خيار أمام العرب سوى الوحدة العربية التى لم تحدث طوال فترة طويلة من التاريخ، وإلا ستكون العواقب وخيمة لا تحمد عقباها والذين يرددون ذلك إنما يشاركون دون أن يدروا فى مساعدة المخططات الأمريكية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف